Conférence de presse dans l'avion Lima-Rome @ Vatican Media

البابا عن البحرين: ثقافة الانفتاح على الجميع

في أثناء المؤتمر الصحافي على متن الطائرة العائدة من البحرين إلى إيطاليا

Share this Entry

ننقل إليكم كالعادة مقتطفات عن أبرز الأسئلة التي طُرحت على البابا فرنسيس في طريق عودته من البحرين إلى إيطاليا، على متن الطائرة. وفي ما يلي سؤال طرحته صحافية تُدعى فاطمة النجم من وكالة أنباء البحرين بالإضافة إلى جواب البابا.

الصحافية: “أود أن أخبرك بشيء قبل أن أطرح عليك سؤالي. لديك مكانة خاصة جدًا في قلبي، ليس لأنك زرت بلدي فحسب، بل منذ أن انتُخبت بابا وكان ذلك اليوم يصادف عيد ميلادي. لدي سؤال: كيف تقيّمون نتائج زيارتكم التاريخية إلى مملكة البحرين وكيف تقيّمون الجهود التي تبذلها البحرين لترسيخ وتعزيز العيش المشترك، في جميع مجالات المجتمع، من جميع الأديان، ومن كلّ الأجناس؟”

البابا: “لقد كانت رحلة لقاء لأنّ الهدف كان يكمن في أن يجد المرء نفسه في حوار بين الأديان مع الإسلام وفي حوار مسكوني مع بارثولماوس. سارت أفكار إمام الأزهر على وجه التحديد في هذا الاتجاه المتمثل في البحث عن الوحدة، الوحدة داخل الإسلام من خلال احترام الفروق الدقيقة والاختلافات، ولكن مع الوحدة، الوحدة مع المسيحيين والأديان الأخرى والدخول في حوار بين الأديان أو الحوار المسكوني، يجب أن يكون للمرء هوية خاصة به. لا يمكننا أن نبدأ من هوية متفرقة. أنا مسلم ومسيحي، لكن لدي هذه الهوية وبالتالي يمكنني التحدث بهذه الهوية.

عندما لا تتحلّين بهويتك الخاصة، يكون الحوار صعبًا بعض الشيء لأنه لا يوجد ذهاب وإياب، وهذا هو سبب أهمية ذلك وهذان الشخصان اللذان جاءا، الإمام الأكبر للأزهر والبطريرك برثلماوس يتمتّعان بهوية قوية ويشعران بالارتياح. بقدر ما يتعلق الأمر بوجهة النظر الإسلامية، فقد استمعت باهتمام إلى خطابات الإمام الأكبر الثلاثة وأذهلتني الطريقة التي أصر فيها كثيرًا على الحوار الإسلامي بينكما، ليس لمحو الخلافات ولكن لنفهم بعضنا البعض ونعمل معًا، لا أن نكون ضد بعضنا البعض.

نحن المسيحيين لدينا تاريخ قبيح من الاختلافات التي أدت بنا إلى حروب دينية: كاثوليك ضد الأرثوذكس أو ضد اللوثريين. الان والحمد لله بعد المجمع حصل تقارب ويمكننا الحوار والعمل معًا وهذا مهم شهادة على الخير أمام الآخرين.

ثم سيناقش الاختصاصيون واللاهوتيون الأمور اللاهوتية، لكن علينا أن نسير معًا كمؤمنين، كأصدقاء، كأخوة، في عمل الخير. لقد أدهشتني أيضًا الأشياء التي قيلت في مجلس الحكماء حول الخلق وحماية الخليقة، وهذا اهتمام مشترك للجميع، مسلمين ومسيحيين، وكل شخص. يستقلّ أمين سرّ حاضرة الفاتيكان والإمام الأكبر للأزهر الطائرة نفسها، من البحرين إلى القاهرة، معًا مثل إخوة. إنه أمر مؤثر للغاية. إنه شيء جيد. إن حضور البطريرك برثلماوس – وهو سلطة في المجال المسكوني – كان له أثره أيضًا. لقد رأينا ذلك في الخدمة المسكونية التي قمنا بها وأيضًا في الكلمات التي قالها سابقًا. وخلاصة القول: لقد كانت رحلة لقاء. بالنسبة إليّ، إنها حداثة التعرف على ثقافة منفتحة على الجميع. يوجد مكان للجميع في بلدك. قال لي الملك: هنا الجميع يفعل ما يشاء، إذا أرادت امرأة العمل فهي تعمل. الانفتاح التام، هذا ما قاله لي. أنت تعرفين ذلك بنفسك، أنت تعملين. هناك أيضًا الشق الديني، الانفتاح. لقد أدهشني عدد المسيحيين والفلبينيين والهنود من ولاية كيرالا الموجودين هنا والذين يعيشون ويعملون في البلاد”.

الصحافية: إنهم يحبّونك كثيرًا

البابا: هذه هي الفكرة، وجدتُ شيئًا جديدًا وهذا يساعدني على الفهم والتواصل أكثر مع الناس. إنّ الكلمة المفتاح هي الحوار، والحوار، وإن أردنا أن نتحاور، يجب الانطلاق من هويّتنا الأساسية والتحلّي بها.

الصحافية: شكرًا قداستكم. أنا أدعو الله القدير أن يبارككم وينعم عليكم بالصحة الجيدة والسعادة والعمر الطويل.

البابا: صلّوا من أجلي.

-يتبع-

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير