ننقل إليكم الجزء الثاني من المؤتمر الصحافي وأبرز الأسئلة التي طُرحت على البابا فرنسيس في طريق عودته من البحرين إلى إيطاليا، على متن الطائرة. وفي ما يلي سؤال طرحه صحافي يُدعى عماد الأطرش بالإضافة إلى جواب البابا.
الصحافي: “أيها الأب الأقدس، منذ توقيع “وثيقة الأخوة الإنسانية” قبل ثلاث سنوات، من زيارة بغداد، ثم إلى كازاخستان مؤخرًا: هل هذا المسار يؤتي ثمارًا ملموسة برأيك؟ هل نتوقع أن يؤدي هذا إلى اجتماع في الفاتيكان؟ ثمّ أودّ أن أشكرك على ذكر لبنان اليوم، لأنني بصفتي لبنانيًا يمكنني أن أخبرك أننا نحتاج حقًا إلى أن تزورنا بشكل عاجل بالأخص مع الفراغ الرئاسي، فهل تذهب وتحضن الناس مباشرة؟”
البابا: “شكرًا. لقد كنت أفكر كثيرًا هذه الأيام – وتحدثنا عنها مع الإمام الأكبر – حول كيفية إنشاء فكرة وثيقة أبو ظبي، هذه الوثيقة التي أنتجناها معًا، وهي الأولى. لقد جاء إلى الفاتيكان في زيارة مجاملة: بعد اجتماعنا الرسمي، كان وقت الغداء تقريبًا وكان يغادر، وعندما رافقته لتوديعه، سألته: “ولكن إلى أين ستتناول الغداء؟” لا أعلم ماذا قال لي. “تعال، لِنتناول الغداء معًا”. إنه شيء صدر من الداخل. بعد ذلك، جلسنا على الطاولة، هو، سكرتيره، مستشاران، أنا، سكرتيرتي، مستشاري، وأخذنا الخبز وكسرناه وأعطناه لبعضنا البعض. تقديم الخبر تعبّر عن الصداقة. لقد كانت وجبة غداء لطيفة وأخوية للغاية. وفي النهاية، لا أعرف من تبادرت إلى ذهنه هذه بالفكرة، قلنا لأنفسنا: لماذا لا نكتب عن هذا الاجتماع؟ هكذا ولدت وثيقة أبو ظبي. شرع السكرتيران في العمل، مع نقل المسودة ذهابًا وإيابًا، وفي النهاية استفدنا من الاجتماع في أبو ظبي لنشره. لقد كان شيئًا موحى به من الله، ولا يمكنك فهمه بأي طريقة أخرى، لأنه لم يكن أحد منا يفكر في ذلك. لقد صدرت خلال مأدبة غداء ودية، وهذا شيء مهم.
ثم واصلت التفكير، وكانت وثيقة أبو ظبي بمثابة الأساس لـجميعنا إخوة؛ ما كتبته عن الصداقة الإنسانية في “جميعنا إخوة” يستند إلى وثيقة أبو ظبي. أعتقد أنه لا يمكن للمرء أن يفكر في مثل هذا الأسلوب من دون التفكير في نعمة خاصة من الرب على هذا الطريق. أعني هذا من أجل العدالة، يبدو من العدل بالنسبة إليّ أن تعرف كيف ألهم الرب هذا الطريق. لم أكن أعرف حتى اسم الإمام الأكبر، ثم أصبحنا أصدقاء وقمنا بأمر مثل صديقين، والآن نتحدث في كل مرة نلتقي فيها. الوثيقة سارية ونعمل على نشرها.
فيما يتعلق بلبنان … لبنان هو الألم بالنسبة إليّ. لأنّ لبنان ليس دولة في حد ذاته، قالها قداسة البابا قبلي، لبنان ليس دولة، إنه رسالة. للبنان معنى كبير جدًا بالنسبة إلينا جميعًا. ولبنان يعاني الآن. أصلي وأغتنم هذه الفرصة لأناشد السياسيين اللبنانيين: اتركوا المصالح الشخصية جانباً، انظروا إلى البلد واتفقوا. أولا الله، ثم الوطن، ثم المصالح. لكن الله والوطن. في الوقت الحالي، لا أريد أن أقول “أنقذوا لبنان” لأننا لسنا منقذين، لكن من فضلكم، يجب أن ندعم لبنان، وساعدوه حتى يقوم من سقطته، حتى يستعيد لبنان عظمته. هناك وسائل، هناك سخاء لبنان، كم عدد اللاجئين السياسيين في لبنان! بلد شديد السخاء والمعاناة. أغتنم هذه الفرصة لأطلب الصلاة من أجل لبنان، فالصلاة هي أيضًا تعبير عن الصداقة. أنتم صحافيون، انظروا إلى لبنان وتحدثوا عنه لزيادة الوعي. شكرًا.”