Robert Cheaib - theologhia.com

تخلّقوا بالتواضع

” مَن أرادَ أن يَكونَ أوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم “

Share this Entry
” تتلمذوا لي فإنِّي وديعٌ متواضعُ القلب ” ( متى ١١ : ٢٩ )
” مَن أرادَ أن يَكونَ أوَّلَ القَوم، فَلْيَكُنْ آخِرَهم جَميعاً وخادِمَهُم “
لنتذكّر قول القديس يعقوب : ” إنَّ اللهَ يُكابِرُ المُتَكَبِّرين ويُنعِمُ على المُتَواضِعين ” ( رسالة القديس يعقوب ٤ : ٦ )،
ولنفكّرْ دائماً بكلمة الربّ يسوع المسيح عندما قال : ” فمَن رَفَعَ نَفَسَه وُضِع، ومن وَضَع نَفسَه رُفِع ” ( متى ٢٣ : ١٢) . إن كنتَ تعتبرُ بأنّ لديك خصالاً جيّدة، كن فخوراً بها، ولكن من دون أن تنسى أخطاءك  .
لا تفتخرْ بما أنجزتَهُ اليوم ، ولا تنسَ ما أسأتَ فعلَه في الماضي القريب والبعيد . إن كان الحاضر يعطيك سبباً للإفتخار وتمجيد نفسك ، تذكّر الماضي ، فهكذا ستتخلّص من آفة الغرور السخيفة . وإن أخطأ قريبك ، فلا تحكم عليه فقط من خلال ذلك الخطأ ، بل فكّر أيضاً بالأعمال الجيّدة التي يقوم بها أو التي قام بها ، وغالباً ما ستكتشف بأنّه أفضل منكَ إذا نظرتَ إلى حياتك كلّها من دون التركيز على صغائر الأمور . فالله لا ينظر إلى الإنسان بطريقة جزئيّة . ولنتذكّر دائماً  كلّ ذلك لكي نحفظ أنفسنا من الغرور من خلال اتّضاعنا في سبيل الارتقاء الروحيّ .
فلنَقتَدِ بالربّ يسوع الذي نزل من السماء واتّضع إلى أقصى الحدود ، ولكنّه تألّق بمجدٍ عظيم  بعد هذا الاتّضاع ، فمجّدَ معه كلّ مَن كان مُحتقراً معه ، وتحديداً  تلاميذه الأوّلين الذين جالوا في كافّة أنحاء العالم وهم فقراء ومجرّدون من كلّ شيء ، من دون كلام الحكمة ومن دون أي رفيق مساند او مساعد ، بل سافروا لوحدهم كمشرّدين يتخبّطون وسط الصعوبات في البرّ والبحر . وقعوا ضحيّة الضرب والجلد والاضطهاد حتّى لفظوا أنفساهم الأخيرة .
هذه هي تعاليم  معلمنا السماويّ لكُلِّ واحدٍ منا، فلنَحذُ حذوَ التلاميذ الأوائل لكي نصل ، نحن أيضاً ، إلى المجد الأبديّ بالتواضع والبساطة والشفافية . التواضع  هي  العطيّة الكاملة والحقيقيّة من الربّ يسوع المسيح لنا ، لنكون على مثاله متواضعي القلب لنخدم ونكسب ونربح الجميع ونقودهم له ليجدوا في قلبه الراحة والسعادة لنفوسهم .
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير