معظم قصص الحب تبنى على أسس ثلاثة: نظرة أو سماع، من ثم يتم لقاء وتعارف، إلى قصّة حب.
وهذه الأسس الثلاث التي يعيشها كل شاب وفتاة، نعيشها نحن أيضًا بعلاقتنا مع الله.
ومن أن أجل أن نكتب قصّة حبّ رائعة، لا بد لنا أن نتقدّم خُطوة خُطوة.
الخطوة الأولى: “نظرة أو سماع”.
لنتأمّل بشاب ما، أعجب بفتاة من خلال أنه رآها، فشعر بأنها تملّكته، أو بقدر ما سمع عنها، شعر بأنّها هي من يبحث قلبه عنها. هذا الشاب أبقى حياته العاطفية فقط في هذه المرحلة، أي كل يوم يحلم بهذه الفتاة التي رآها أو سمع عنها، يحلم كيف أنّه سعيد معها، يحلم كيف أنه يحقّق النجاح والتقدّم معها، يسبح يوميًّا بأحلامه الرائعة، فيستيقظ يوما ما فيراها قد رحلت مع غيره، “عاش في الأحلام فخسر الحقيقة”، لم يقم بأي خطوة للقاء هذه الفتاة، طيلة فترة أحلامه كان يحبّها عن بعد…
إذْ كان عليه من بعد تلك “النظرة أو السماع”، التقدّم إلى هذه الفتاة للقائها والتعرّف إليها.
كثيرًا ما نشبه، هذا الشاب في علاقتنا مع الله، يخبرنا أحد ما عن مجد الله، عن أعجوبة ما، عن حياة يسوع وإلخ. فنصرخ ونقول “سبحان الله”، “ما أجمل الله”، “ما أروع هذا الإله”. ونبحر بأحلامنا ونحلم بهذا الإله كيف سيقوم بعجائب معي يوما أدخله إلى حياتي، وكيف سأصبح لو أصبح هو حياتي، وأحلم بالقداسة، وقرارات عديدة وأحلام عديدة، قررّت عيشها يوم غد، ويوم غد يولد يوم غد جديد…
وفجأة أستيقظ من حلمي وأجد نفسي مرميًّا على الأرض، وحيدًا، وأجد نفسي من دون الله.
نعم، من دون الله لأنّني بنيت كل علاقتي معه على الأحلام والأوهام ولم أتقدم لمرة واحدة، لأتعرف عليه ولكي ألتقيه، أحببته عن بعد، أحببته في أحلام يوم غد وليس اليوم. تواعدت معه للأسبوع المقبل وليس اليوم…
(يتبع)