الخطوة الثالثة: “قصّة الحبّ”.
من أجل بناء قصة حبّ حقيقيّة، صحيح كان على هذا الشاب أوَلًّا أن يمرّ بخطوة النظرة أو السماع، أن يبني أحلامه، ولكن كان يجب أن ينتقل إلى الخطوة الثانية وهي التعرّف إلى تلك الفتاة، بأن يسمعها، بأن يتبادلان الحديث معًا، بأن يقول كلّ واحد للآخر ماذا يحبّ وماذا يكره، أن يضّحي كل واحد من ذاته قليلًا، أن يغوصوا بمعرفة بعضهم البعض، وأن يتقبّلوا بعضهم البعض…
عندئذٍ، تبدأ قصّة الحب، قصّة حبّ حقيقيّة، فتنمو يومًا بعد يوم بالرغم من كل العواصف والتحديات والمغريات، تنمو لتصبح رواية كبيرة جدًا، يتكلم عنها المئات من المجلدات…
لتذكر دائمًا، إذا أردنا أن نبني قصّة حبّ حقيقيّة مع الله، يجب أن ننتقل من الخطوة الأولى أي خطوة الإعجاب من خلال نظرة أو سماع إلى خطوة اللقاء والتعارف.
عندما نجلس أمام الله لنتعرّف إليه لا نبقى صامتين، نتكلّم معه، نخبره عن كل ما نريد، عن أفراحنا وأحزاننا، عن نجاحنا وفشلنا، عمّا نحبّ وما نكره، عن كل شيء…
ولكن في نفس الوقت نصغي إليه جيدًا، نسمح له أن يقول لنا “من هو”؟ من خلال الكتاب المقدس، والكتب الروحية، من خلال اختباراتنا، من خلال تأملاتنا، من خلال الأشخاص التي نلتقي بها يوميَّا، من خلال أغنية أو ترتيلة، من خلال الفشل والألم، من خلال النجاح والفرح، إلخ…
من خلال هذه الأمور كلّها هو يخاطبنا يوميًّا ليقول لنا من هو؟ فلنكن في حالة إصغاء دائم له، لنتقبّله كما هو، بكل حقيقته وتعاليمه، عندئذ تبدأ بكتابة قصة حبنّا الرائعة لهذا الحبيب “الله”، ولا نخف مِنْ كل ما تواجه هذه القصة من تحديات ومخاوف وصعوبات ورياح…
لأن هذه الحبيب لن يسمح بأن تنتهي هذه القصة إلا بالمجد والسعادة الحقيقة والسلام الحقيقي.
طوبى لنا، لأن قصتّنا ستتداول على كل الألسنة وسيتكلم عنها المئات من الكتب، وكم من الأشخاص ستتمنى لو كانت مكاننا…