“بلا شكّ، هنا الله يعمل”: بهذه الكلمات عبّر الكاتب الفرنسي البلجيكي إريك إيمانويل شميت عن دهشته لدى خروجه من مكتبة القصر الرسولي التي استقبله فيها البابا فرنسيس طوال نصف ساعة يوم الاثنين 14 تشرين الثاني، كما كتبت الزميلة إيلين جينابا من القسم الفرنسي في زينيت، نقلاً عمّا نشره على صفحته على موقع فايسبوك.
بعد عودته مِن رحلة دامت شهراً في الأرض المقدّسة حيث حجّ بهدف كتابة “تحدّي القدس” نزولاً عند طلب مكتبة الفاتيكان، التقى الكاتب الموهوب (الذي تُتَرجم أعماله إلى 48 لغة) البابا، “ذاك الرجل الذي يبقى على طبيعته وأكثر”.
خلال نصف ساعة، تطرّق الرجلان إلى شارل دي فوكو وإلى بليز باسكال وقصص القدس والديانات الثلاث، إلى أن حمل البابا زائره (الحائز على جوائز وتشريفات) ليتكلّم عن اكتشافه للأناجيل.
و”بحضور البابا في أصغر دولة في العالم، الاحتفاليّات المُطبَّقة بعَظمة في قلب ما يشبه أكبر قصر على الكرة الأرضيّة تختفي بسرعة. وما يُذهل هو ابتسامة مُضيفه وصراحته وروح الفكاهة التي يتمتّع بها. إنّ همّ مسؤوليّته الكبيرة لم يسحق حرّيته”.
باختصار، بحسب ما لخّصه عضو لجنة “غونكور” Goncourt ، “لقد أنجزتُ رحلة إلى بلاد المفارقات، وجبتُ غرف الانتظار والصالونات والدهاليز، فيما عبرتُ وسط القاعات المُترفة والغنيّة بالفنون من أرضها إلى سقفها لأنضمّ إلى كاهن يقف قرب المتواضعين والمُهانين، فيما يشجب وحشيّة الرأسماليّة وحمى الربح”.