عزيزي، أخي الفقير…
إنّي أوجّه لك رسالة اعتذار وأنا لأخجل من النظر في عينيك…
أعتذر لأننا في هذا الشهر الذي مضى دخلنا إلى بيتك وقدمنا لك الطعام…
أعتذر لأننا في هذا الشهر الذي مضى دخلنا إلى بيتك ونظّفناه…
أعتذر لأننا في هذا الشهر الذي مضى دخلنا إلى بيتك وقدّمنا الهدايا إلى أولادك…
أعتذر منك أيها المسنّ الفقير لأننا دخلنا إلى بيتك وكسرنا الوحشة التي كنت تعيشها وأدخلنا الفرحة إلى قلبك…
أعتذر منكم أيها الأيتام لأننا قدمنا لكم الهدايا ورقصنا معكم وفرحنا معكم…
أعتذر…
لا أعرف كيف أعتذر منكم…؟
فسامحنا أرجوك….
قد تتسىاءل لماذا أعتذر…؟
لأننا ما عيّشناكم إياه ليس سوى “لحظة فرح في سنة كاملة، لحظات فرح، حلم فرح”،
لحظات مثل مخدر فصلتكم عن هذا الواقع لتعيشوا بفرح كبير جدا…
ولكن هذا الحلم سيتحوّل إلى كابوس، إلى وجع…
ها قد إنتهت الأعياد…
وعاد المسنّ وحيدًا إلى بيته المظلم… ينتظر “زمن الصوم” ليعود أحد ويزوره من جديد…
كم يوم وينتهي الطعام من بيت الفقير… وعليه أن ينتظر “زمن الصوم” ليعود أحد من جديد ويأتيه بالطعام…
وها هو اليتيم حزين من جديد ينتظر “موسم الأعياد” ليأتي أحد من جديد ويزوره…
نعم..
للأسف الفقراء لا يأكلون ولا يفرحون إلا مرّتين في السنة في زمن الميلاد وزمن الصوم…
وطيلة السنة؟ أين هم من حياتنا اليومية؟
كفى…
أخيرًا، رجاء كبير من الرعايا والمدارس والجمعيات… لماذا حملات المحبة لا تكون شهريًا أو أسبوعيًا أو… (كل من على قدر طاقته)…
لماذا لا نعلّم أبنائنا أن عمل الرحمة عمل يومي وليس موسمي…؟
والسؤال الأخير، لماذا يجب أن يكون هناك تغطية إعلامية أو فايسبوكية أو صور لعملنا المحبّة؟
أليس هناك كرامة للفقير بأن لا ننشر صوره؟
أليس من المحبّذ يد الشمال أن لا تعرف ماذا فعلت يد اليمين؟
إن كنت برسالتي هذه قد أخطأت بنظرتي وقرائتي للموضوع فلكم كامل إعتذاري…
وإذا هناك طرف من الحقيقة بماذا أقول…
فهيا لثورة جديدة في كيفيّة عمل المحبة والرحمة…