عقب الزلزال المدمر الذي ضرب منطقتنا إنتشرت على مواقع التواصل الكثير من صور الحدث: منها ما يدمي القلب حزناً ومنها ما يحيه رجاءً… ولكن – في غمرة حماسنا من اجل بث روح الإيمان – تعمّد البعض على إلباس بعض الصور معانٍ غريبة عن عمق الإيمان! فقد إنتشرت بقوة صورة لتمثال يشخص العذراء مريم وعلى ذراعيها الطفل يسوع و قد بدا التمثال سالماً وسط كل الركام. المستهجن بالأمر ان بعضاً من رواد مواقع التواصل يتداولنه على أنها (أعجوبة) حمى فيها الله صورته! ولكن في الأمر لغط كبير… يدل على سطحية في الإيمان لا بل على تشويه لصورة الله الرحيم. فمن هو هذا الإله الذي يصون من هول ما حصل تمثالاً و لا يصون إنساناً أو طفلاً رضيعاً؟ إستوقفتني صور أخرى … عن والد يمسك بيد طفلته الباردة ولا نرى جثمانها المحطم تحت الركام. ماذا نقول لهذا الأب المسحوق؟ ربك أرحم على الحجر من البشر؟! فحباً بالله – ذاك الذي لم يلغي الصليب بل حمله معنا – فلنفكر مرتين قبل النشر! وهلم نحفّذ من خلال منشوراتنا ما يعزز المساعدة و التضامن و لنكن يد الله التي تنتشل و لا تضرب. ولنكف عن وصف ما حصل بأنه تأديب الله … فتحت الركام أطفال أبرياء، فيما لا يزال صنّاع الحروب قي قصورهم نائمين بهناء!! هذا ليس منطق الرب، على ما يقوله الكتاب “الرب بار في كل طرقه، ورحيم في كل أعماله.” (مز 145: 17). حولنا الكثير من الأنين … وبعد هول الزلزال بتنا نتمنى بعضاً منه الّا يسكت … ذاك الذي يدل على أن – تحت الركام – هناك لا يزال أحياء علّهم يرون النور مجدداً والأحباء. فلنظهر رحمة الرب ولننشر محبته و رجاءه في الأرجاء بدل تداول ما يشوّه ما تبقى من العزاء.
أيّ إله نعبد؟
من هو هذا الإله الذي يصون من هول ما حصل تمثالاً و لا يصون إنساناً أو طفلاً رضيعاً؟