إذا أردنا إعداد طلاب القرن الحادي والعشرين، فعلينا التمعن في أنظمة مدارسنا، ما هو ضروري وغير ضروري؟ ما الجوانب التي تطور مهارات التعلم مدى الحياة؟ كيف نطور الكفاءات والمهارات التي نريد أن يتمكن طلابنا من البناء عليها بعد التخرج؟ ومع ذلك، فإن هذه الموارد فعالة فقط عندما يكون لدى المعلمين، وقادة المدارس، وأولياء الأمور، والمجتمع، والطلاب فهم مشترك لماهية تعليم القرن الحادي والعشرين.
إذن، ما هو تعليم القرن الحادي والعشرين؟ يمكن القول أن تعليم القرن الحادي والعشرين هو تعليم يستجيب للتحولات الاقتصادية والتكنولوجية والمجتمعية “transformative education” التي تحدث بوتيرة متزايدة باستمرار، إنه تعليم يؤهل الطلاب للنجاح في عالم لا توجد فيه حتى الآن أكثر من نصف الوظائف التي سيشغلونها خلال حياتهم المهنية، باختصار، إنه تعليم يزود الطلاب بالمهارات والكفاءات التي يحتاجونها للتقدم في عالم دائم التغير.
فما هي مهارات التعلّم أو ما يسمى (4Cs) التي يحتاجها الطالب للتكيف والتحسين في بيئة العمل الحديثة؟
التفكير النقدي Critical thinking: النظر إلى المشاكل بطريقة جديدة
نحن نعيش في عصر حيث نجد المعلومات في متناول أيدينا أكثر من أي وقت مضى ولدينا فرصة أكبر للتواصل مع الناس في جميع أنحاء العالم، ولكن كيف يمكننا تمييز المعلومات الصحيحة وغير المتحيزة؟ يتضمن التفكير النقدي إتقان المهارات التي تمكن الطلاب من تحديد المشكلات، وطرح الأسئلة، وفرز المعلومات، وتقييم البدائل، والنظر في وجهات النظر المختلفة، والتعامل مع المشكلات غير المألوفة، وهو أهم صفة يمكن أن تتطلبها بيئات العمل.
الإبداع Creativity: تجربة أساليب جديدة لحل المشاكل
يمكن للطلاب تعلم كيفية الإبداع عن طريق حل المشكلات أو تجربة شيء لم يجربوه من قبل، هذا يعني أنهم سيكونون قادرين على النظر إلى مشكلة من وجهات نظر متعددة بما في ذلك تلك التي قد لا يراها الآخرون، تمامًا كما هو الحال مع التفكير النقدي فإن الإبداع معدي، فحين يقوم أحد الطلاب بإيجاد حل مثير للاهتمام أو مبتكر لمشكلة ما، بعد ذلك، عند مشاركتها، يمكن أن يصبح هذا الطالب مصدر إلهام لتجربة شيء مشابه، هذا لا يعني أن كل مسعى إبداعي سيكون نجاحًا هائلاً، لن ينجح الطلاب في مرحلة ما، لكن سيكون لديهم القدرة على استخدام الفشل باعتباره فرصة، فالهدف من الإبداع هو تشجيع الطلاب على التفكير بشكل مختلف.
التعاون collaboration: العمل معًا للوصول إلى هدف مشترك
التعاون هو مجموعة المهارات التي تمكن الأشخاص من تحديد الأهداف بشكل جماعي، تتضمن بعض الطرق لتشجيع التعلم التعاوني دمج الألعاب في الدروس، وخلق مساحة آمنة للمناقشة الصفية، والعصف الذهني، أي جعل الطلاب يعملون معًا، والحصول على أفضل النتائج الممكنة من حل مشكلة ما، العنصر الأساسي للتعاون هو الاستعداد، يجب أن يكون جميع المشاركين على استعداد للتضحية بأجزاء من أفكارهم الخاصة للحصول على نتائج تصب في مصلحة الفريق، وهذا يعني فهم فكرة الخير الأكبر.
التواصل Communication: تبادل وجهات النظر والأفكار
أخيرًا، التواصل هو الذي يجمع كل هذه الصفات التعليمية معًا، تتضمن بعض الطرق لتعليم مهارات التواصل للطلاب تشجيع الأنشطة التي تعزز الاستماع النشط، وطرح أسئلة مفتوحة، وتعزيز التفكير النقدي، ونمذجة مهارات المحادثة الفعالة عند التواصل مع الطلاب، من المهم أن يتعلم الطلاب كيفية نقل الأفكار بشكل فعال بين أنواع الشخصيات المختلفة، فبدون فهم التواصل، سيفتقر الطلاب إلى مهارة محورية للتقدم في حياتهم المهنية.
يجب أن يكون دور المعلمين في القرن الحادي والعشرين هو مسهل ومساعدة كل طالب على تعلم كيفية التعلم، أن يلهم الإبداع، ويشجع على التعاون، ويكافأ التفكير النقدي، ويعلم الطلاب ليس فقط كيفية التواصل، ولكن أيضًا قوة التواصل الفعال، هذه المهارات كلها تركز على قدرة الشخص على التكيف مع التغيير، دخل العالم حقبة لا يوجد فيها شيء مضمون، نتيجة لذلك، يحتاج الطلاب إلى تعلم كيفية توجيه التغيير الذي سيؤثر في حياتهم، يجب أن يتعلموا كيف يتفاعلون معه، فالثابت الوحيد اليوم في الحياة هو التغيير، سيكون لدى الطلاب الصفات التي يحتاجون إليها لمواكبة بيئة الأعمال التي تتطور باستمرار، هذا هو الوقت لصقل مهاراتهم في الاستعداد الوظيفي قبل أن يدخلوا سوق العمل.