تطرح الدراسة التي قُدِّمت في ألمانيا والنمسا حول الإجهاض تساؤلات كثيرة. في هذين البلدين وغيرهما، يُعفى الإجهاض من أي عقوبة لما يقارب 50 عامًا، بهدف تجنّب “الضرر المزعوم للصحة العقلية للمرأة الحامل”.
من جهة أخرى، خلُصت دراسة جديدة حول آثار الإجهاض على صحة المرأة، من بين أمور أخرى، بأنه لا يوجد أي دليل علمي على أنّ الإجهاض يحمي أو يحسّن الصحة العقليّة للمرأة.
على مدى 12 شهرًا، قام فريق متعدّد الاختصاصات بمراجعة نوعيّة 13 دراسة يُستَشهَد بها حول الإجهاض والصحة العقلية للمرأة.
خلَص العلماء إلى أنّ نسبة كبيرة من الدراسات الدولية التي أُجريت بشكل منهجيّ تتفق على أنّ الإجهاض مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية أو تفاقم المشاكل القائمة. على سبيل المثال، يرتبط الإجهاض إحصائيًا بارتفاع مخاطر الانتحار أو محاولة الانتحار والإدمان وتعاطي الكحول والمخدرات والاكتئاب والقلق. يزيد الإجهاض المتكرّر من هذا الخطر.
ومع ذلك، تؤكّد الدراسة أنه بسبب المشاكل المنهجية، لا توجد وسيلة علمية أكيدة تثبت وجود علاقة مباشرة بين الإجهاض والعواقب النفسية اللاحقة.
من هنا، إنّ فرضيّة أن يكون للإجهاض تأثير إيجابيّ على نفسيّة المرأة لا يمكن إثباتها علميًا. كما أنه خلُصت الدراسة إلى أنّ الإجهاض ليس له تأثير علاجي في تقليل المخاطر النفسية مقارنة بالنساء اللواتي يلدن بعد حمل غير مرغوب فيه أو غير مخطط له.
وهنا يثار التساؤل، حول المؤشرات الطبية للإجهاض في ألمانيا والنمسا، من بين بلدان أخرى. في هذه البلدان، يتمّ إعفاء الإجهاض من العقوبة لما يقارب 50 عامًا، بهدف “تجنّب الضرر الجسيم المزعوم للصحة العقلية للمرأة الحامل”. إنما، في الواقع، بحسب ما يستنتج العلماء “ليس للإجهاض أي تأثير إيجابي على نفسية المرأة، وبالتالي، لا يقدّم أي عامل وقائي للصحة العقلية، وهو ما تتفق عليه غالبية الدراسات الجادة، لأنّ الأساس العلمي لهذه الدراسات هو مفقود.