أعتذر أخي، لأن ما ستتأمل به سيكون قاسياً عليك، ولكن لا بدّ من ذلك!
نتابع مسيرتنا الروحية، التي نعيشها، طيلة هذا أسبوع المبارك، في جوّ من الصلاة والبركة، لنصل إلى اليوم السادس، يوم الجلجلة والموت فقيامة.
إخوتي الأحباء، بعد تأملنا،
باليوم الأول، ب”الجليل” أي الماضي الذي كنا نعيشه، أو إذا كنا ما زلنا في الجليل.
وفي اليوم الثاني باللقاء بيسوع المسيح، لحظة الدعوة، أو إذا كنا لم ننتبه بعد للقاءه أو لصوته.
في اليوم الثالث بالشهر العسل الروحي الذي يبدأ من بعد كل لقاء مع يسوع المسيح.
في اليوم الرابع، بخيبة الأمل التي يتعرض لها كل مؤمن بالرب يسوع، لأن أحلامه قد تحولت إلى كوابيس، ولأن ما كان ينتظره من الرب، لم يتحقق، فتأتي الخيانة كجواب أولي إن من خلال النكران أو إستبداله بآلهة أخرى.
في اليوم الخامس، لا بدّ من الصليب لكي نستطيع أن نتابع مسيرتنا الروحية مع الرب، لا بدّ من أن يصلب كل الأحلام الخاصة والرغبات الأرضية لكي تنتصر رغبات وأحلام الله.
نتوقف في اليوم السادس، لنتأمل بالجلجة، التي يعيشها كل مؤمن يبحث عن القيامة، لأنه أراد أن يموت على الصليب على مثال معلمه الأول يسوع المسيح، فلا بدّ من أن يسير على جلجلة ما، وما أصعب الجلجلة.
في هذا اليوم، أدعوك يا اخي الإنسان أن تتوقف للحظات، وتدخل إلى ذاتك وتتأمل بجلجلتك الخاصة بك:
ما نوع الصليب الذي تحمله؟ من الذي نكرك أمام الجميع؟ من الذي باعك؟ أو إستبدلك؟ تذكر، نزاعك في بستان الزيتون، أي اللحظة التي بدأ بها الصراع، أي اللحظة التي بدأت بجدال مع الآب السماوي، صارخاً إليه “يا ربّ أبعد عني هذه الكأس”! تأمل باللحظة التي قلت له “فلتكن مشيئتك” وبدأت بالمسيرة! صفّ الحالة النفسية والألم النفسي الذيت عشتهما، خاصة عندما شعرت بأنك وحيد وليس هناك من “يسهر معك ولو لساعة واحدة”! ما هي الألام الجسدية التي عشتها؟ ما هي الكلمات والأفعال التي جلدك بها الناس، لأنك إخترت حمل الصليب أو بماذا جلدت نفسك؟ ما هي التعييرات التي سمعتها من الآخرين؟ ما كان نوع “إكليل الشوك” الذي غرس في رأسك؟ من هي الناس التي كانت فرحة بآلامك؟ من هي الناس التي كانت حزينة لرؤيتك متألماً وقد بقيت معك “واقفة عند أقدام الصليب”؟ كم مرة سقطت على الأرض إن بالمخدرات أو التدخين أو الشرب أو الزنى أو… من جراء ثقل صليبك؟ كم مرة شعرت بأن صليبك قاس جداً؟ من كان “سمعان القيرواني” الذي عاونك بحمل الصليب؟ متى شعرت بالمسامير؟ متى شعرت بالطعنة بجنبك؟ تذكر اللحظات التي شعرت بها بأن الرب قد تخلى عنك فصرخت إليه ” إلهي، إلهي، لماذا تركتني”! صف اللحظة التي شعرت بها بأنك قد إنتهيت، وبأن الموت لا هروب منه! وبأن كل ما قمت به كان ليس له معنى! تذكر اللحظة التي متّ بها على الصليب!
أخي لا تنسى أن تدوّن كل هذا على دفتر خاص بك. على أمل أن نتوقف غداً، في اليوم السابع، على قيامتك، أي في الوقت الذي شعرت به أنك متّ، وأن الموت على الصليب كان نهاية الطريق، إستيقظت لتجد نفسك بفجر القيامة، وأن قبرك فارغ!!!
فليبارككم الرب جميعاً.
نهار مبارك.
لقراءة المقالة: https://ar.zenit.org/2023/04/07/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%b3-%d9%84%d8%a7-%d8%a8%d8%af%d9%91-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%84%d9%8a%d8%a8/