إنه ليس هَهُنا، فقد قام كما قال

تأمّل لمناسبة يوم الأحد الجديد

Share this Entry
يتردّد في الكنيسة المنتشرة في العالم كلّه صدى إعلان الملاك للمرأتين: ” لا تخافا. أنا أعلم أنكم تطلبان يسوع المصلوب. إنه ليس ههنا، بل قام كما قال. تعاليا فانظرا الموضع الذي كان قد وُضع فيه ” (متى ٢٥ : ٥-٦).
هذه هي ذروة الإنجيل، إنها البشرى السارة : يسوع المصلوب قام من الموت ! إنّ هذا الحدث يكمن في أساس إيماننا ورجائنا ” وإن كان المسيحُ لم يَقُمْ  من الموت ، فتبشيرُنا باطِلٌ وإيمانُكُم أيضاً باطِلٌ ” ( قورنتس الأُلى ١٥ : ١٤ )، ولفقدت المسيحية قيمتها وجُرِّدت الكنيسة من دفعها لأنها انطلقت من حدث القيامة وتعود لتنطلق من جديد دائمًا. هذه هي الرسالة التي يحملها المسيحيون إلى العالم: يسوع، المحبة المتجسّدة مات على الصليب من أجل خطايانا لكنّ الله الآب أقامه من الموت وجعله سيدًا على الحياة والموت.      مع يسوع القائم من بين الأموات، انتصرت المحبة على الحقد ، والرحمة على الخطيئة ، والخير على الشر والحقيقة على الكذب والحياة على الموت.
لماذا قال الملاك للمرأتين : “تعاليا فانظرا الموضِعٓ الذي كان قد وُضِعَ فيهِ ” ( متى ٢٨ : ٦ ) ؟. الجواب على ذلك : انّ البشرى ليست مجرّد كلمة عابرة في كل حالة بشرية مطبوعة بالهشاشة والخطئية والموت بل هي شهادة حب مجاني وأمين ، إنها الخروج من الذات للقاء الآخر، والاقتراب ممن جرحته الحياة ، والمشاركة مع كل من يفتقر إلى ما هو ضروري . إنها البقاء بالقرب من المريض والمسنّ والمستعبَد والمهمش والمضطهد والمرهق … ” تعالوا وانظروا ” : الحب هو أقوى، الحب يمنح الحياة، الحب يزهر الرجاء في الصحراء.
مع هذا اليقين الذي نشعر به في القلب، سنتوجّه إليك أيها الرب القائم من بين الأموات :
ساعدنا لنبحث عنك حتى نستطيع كُلنا أن نلتقي بكَ ونراكَ وجهاً لوجه .
 نعم ، نحن نعلم أنّ لدينا أب ولا يتركنا يتامى . أب ، يُمكِّنَنا ويُثبِّتَنا في الإيمان والمحبّة لنحبه ونعبده ونعمل بحسب وصاياه .
أب يُعلِّمنا المحبّة لنُحبّ ونخدُم  ونُضحيّ ونحافظ على بعضنا .
أيُّها القائم من بين الأموات ، ساعدنا لنتغلّب على آفة الجوع المتفاقمة بسبب النزاعاتِ والهدرِ الكبير الذي غالبًا ما نشارك بهم وننسى الجائعين والمحتاجين والمحرومين .
إجعلنا قادرين على حماية الضعفاء لاسيما الأطفال والنساء والمُسنين الذين هم ضحايا الاستغلال والهجر.
إجعلنا نهتمّ بإخوتنا المصابين بأمراض عديدة  المنتشرة في العالم بسبب الإهمال والفقر.
عزِّ كل من لا يستطيع الاحتفال بعيد قيامتك مع أهلهم وعائلاتهم وأحبائهم لأنهم سُلخوا عنهم بإجحاف وهاجروا وتركوا أرضهم وأوطانهم بحثًا عن السلام والأمان أو أماكن يرجون فيها مستقبلاً أفضل لهم ولأولادهم ويعيشون حياةً كريمة ويعلنون إيمانهم بحريّة.
نرفع إليك صلاتنا يا يسوع القائم والمنتصر على الشر، أوقف كل الحروب وأبسط سلامك وعدلك ورحمتك في العالم  وابتر العداوات والحقد والنزاعات والعمليات الإنتحارية التي تزرع الخوف والموت بين الشعوب .
نسألك أن تتوقَ النفوس في كلِّ مكانٍ وزمان إلى المصالحة والوفاق لتعيش المحبّة والسلام والعدل .
من أجل قيامتك الظافرة  نصلّي من أجل شعوب الأرض قاطبةً . يا رب، يا من تغلّبت على الموت، أعطنا حياتك ، أعطنا سلامك .
المسيح الذي هو سلامنا ورجاؤنا قد قام من بين الأموات ووهبنا الحياة فله المجد من الآن وإلى دهر الدهور .
المسيحُ قام … حَقَاً قام
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا                                                                                                                                                                              اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير