Tableau de beatification, FC:

جاد بنفسه حتّى النّهاية، اطمأنّ… واستقبل الموت بفرح

من كلمات الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

   “بالرّغم من آلامه الشّديدة، اهتمّ يسوع بأحبّائه، وبمضطهديه… أعطانا أمّه أمّا لنا جميعًا… تألّم يسوع لأجلنا جميعًا، عطش لخلاصٍ يقدّمه إلى العالم، جاد بنفسه حتّى النّهاية، اطمأنّ… واستقبل الموت بفرح…”

                                              أبونا يعقوب الكبّوشيّ

        كلمات تفوّه يسوع بها على الصّليب… كانت فردوس خلاصنا، كانت كلّها حياة لنا.

علّمنا المغفرة، وعدنا بالخلاص، منحنا مريم أمًّا، إنّه فرح الحبّ… إنّه فرح الحياة، والقيامة…

إنّه الصّليب… خشبة الخلاص…

بحر من نعم، جعلنا الرّبّ ننعم بزبد شواطئه…

شواطئ يوميّاتنا جافّة…عطشى إلى قطرات مَدِّك النديّ يا ربّ…

 يعتبر أبونا يعقوب أنّ آلام المسيح أثمرت الخلاص للعالم، هكذا كلّ عذابٍ، أو ألمٍ لدى الإنسان، يمكن أن يقود إلى الحياة.

 على الصّليب فتحت يديك يا ربّ، لتنادينا، وتدعونا إلى فرح الحياة، إلى حضنك المريح. لتغمرنا رحمةً، ومغفرة… لتزوّدنا بسخاء حبّك الخيّر…

على الصّليب، احتمل جسدك المقدّس الآلام، أنت القدّوس نزلت إلى عالم البشر، لا لتحكم عليهم، وتدينهم، بل لتقدّسهم. هكذا صرنا لله، انتقلنا من عالم الخطيئة، إلى عالم النّعمة.

يقول بولس الرّسول:” إنّ يسوع بقبوله التّسمّر على الصّليب في يديه، ورجليه، أحيانا نحن الأموات بخطايانا، وصفح عنّا، ومحا الصّكّ الذي علينا، وأزاله مسمِّرًا إيّاه على الصّليب. (كول2: 13-14).

يا يسوع، بموتك على الصّليب، مات الموت، وأصبح الصّليب جسر عبورٍ إلى الحياة.

” الصّليب هدم العداوة بين الله، والإنسان. صنع السّلام، وجعل الأرض سماءً. أباد قوّة الموت، وحطّم قدرة الشّيطان، ولاشى قوّة الخطيئة. الصّليب إرادة الآب، ومجد الإبن، ومسرّة الرّوح القدس.”(القديس يوحنّا الذّهبيّ الفم.)

على الصّليب كنت المصلوب، كنت الملك الّذي عاش جوهر الملوكيّة المتفانيّة، وهب نفسه من أجل خلاصنا.

” بالنّسبة إليه، أن يكون مصلوبًا هو أن يكون ملكًا، أن يكون ملكًا بالنسبة إليه، يعني أنّه وهب نفسه للبشر.”(البابا بنديكتوس السّادس عشر)

 نناجيك أيّها المصلوب… أنت الملك الفادي الحبيب …

معك… سنكمل السّير، سنمشي محوّلين طرقاتنا الوعرة إلى دروبٍ، يزهر فيها الخلاص، حبًّا، وفرحًا…

 صليبك نورنا، صليبك انتصارنا…  بك نقوى، ومعك سنعانق فرح السّماء…

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

فيكتوريا كيروز عطيه

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير