أشكر الكاردينال إردو على كلماته. وأحيّي السّيّدة الرّئيسة والسّيّد رئيس الوزراء والسُّلطات الحاضرة هنا. الآن وأنا على وشك العودة إلى روما، أرغب أن أُعرب عن شُكري للإخوة الأساقفة، والكهنة، والمكرّسين والمكرّسات ولكلّ الشّعب الهنغاري الحبيب على الاستقبال والمودة التي شعرت بها في هذه الأيام. وأُعبّر عن شُكري للذين قدِموا إلى هنا من بعيد، والذين عملوا واجتهدوا كثيرًا لهذه الزّيارة. لكم جميعًا أقول: köszönöm, Isten fizesse! [شكرًا، كافأكم الله!] أتذكّر بشكلٍ خاصّ المرضى وكبار السّنّ، والذين لم يتمكّنوا من أن يكونوا هنا، والذين يشعرون بالوِحدة، والذين فقدوا الإيمان بالله والرّجاء في الحياة. أنا قريب منكم، وأصلّي من أجلكم وأبارككم.
أحيّي الدّبلوماسيّين والإخوة والأخوات من الطّوائف المسيحيّة الأخرى. شكرًا على حضوركم وشكرًا لأنّ الطّوائف والأديان المختلفة في هذا البلد تلتقي وتسند بعضها البعض. قال الكاردينال إردو إنّ النّاس هنا يعيشون “على الحدود الشّرقيّة للمسيحيّة الغربيّة منذ ألف سنة”. جميلٌ أنّ الحدود لا تمثّل حدودًا فاصلة، بل هي مناطق تواصل، وأنّ المؤمنين بالمسيح يضعون في المقام الأوّل المحبّة التي توَحِّد وليس الاختلافات التّاريخيّة والثّقافيّة والدّينيّة التي تفرّق. الإنجيل يوحِّدنا، وإن رجعنا إلى هناك، إلى الينابيع، ستستمرّ المسيرة بين المسيحيّين بحسب إرادة يسوع، الرّاعي الصّالح الذي يريدنا موحّدين في قطيع واحد.
والآن لنتوجّه إلى سيّدتنا مريم العذراء. إليها، سيّدة هنغاريا، التي تدعونها ملكة وشفيعة، أوكل جميع الهنغاريّين. ومن هذه المدينة الكبيرة وهذا البلد النّبيل، أودّ أن أضع في قلبها إيمان ومستقبل القارّة الأوروبيّة بأكملها، التي فيها كنت أفكّر في هذه الأيّام الأخيرة، وبشكلٍ خاصّ في قضيّة السّلام. أيّتها البتول القدّيسة، انظري إلى الشّعوب التي تتألّم كثيرًا. انظري قبل كلّ شيء إلى الشّعب الأوكراني المجاور والمعذّب وإلى الشّعب الرّوسي المكرّسَيْن لكِ. أنتِ ملكة السّلام، اغرسي في قلوب البشر وقادة الأمم الرّغبة في بناء السّلام، وفي إعطاء الأجيال الشّابّة مستقبل رجاء، لا حرب، ومستقبلًا مليئًا بأسِرَّةِ المولودين، لا بالقبور، وعالمَ إخوة، لا عالم جدران.
إنّا ننظر إليكِ، يا والدة الله القدّيسة: بعد قيامة يسوع من بين الأموات، رافقتِ الجماعة المسيحيّة في خطواتها الأولى، وجعلتها مثابرة ومتفقة في الصّلاة (راجع أعمال الرّسل 1، 14). وهكذا أبقيتِ المؤمنين معًا، وحافظتِ على الوَحدة بمثالك المُطيع والخدوم. نصلّي إليكِ من أجل الكنيسة في أوروبّا، حتّى تجد قوّة الصّلاة من جديد، وتكتشف فيكِ التّواضع والطّاعة من جديد، وحماسة الشّهادة، وجمال إعلان البشارة. إليكِ نوكل هذه الكنيسة وهذا البلد. أنتِ التي فرِحْتِ لابنك القائم من بين الأموات، املئي قلوبنا بفرحِهِ. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، أتمنّى لكم هذا، أن تنشروا فرح المسيح: Isten éltessen![تهانينا!]. أشكركم على هذه الأيّام، وأحملكم في قلبي وأطلب منكم أن تصلّوا من أجلي. Isten áld meg a magyart! [بارك الله الهنغاريّين!]
***********
© جميع الحقوق محفوظة – حاضرة الفاتيكان 2023
Copyright © Dicastero per la Comunicazione – Libreria Editrice Vaticana