بعد ظهر الأحد 30 نيسان 2023، أنهى البابا فرنسيس رحلته الرسوليّة إلى هنغاريا. وكالعادة، عقد مؤتمراً صحفيّاً على متن طائرة العودة إلى روما، مُجيباً خلاله عن أسئلة الصحافيين الذين رافقوه، كما ورد في مقال نشره موقع زينيت بقسمه الإنكليزي، مع الإشارة إلى أنّنا نشرنا البارحة الجزء الأوّل من الأسئلة المطروحة في مقال هذا رابطه
فيما يتعلّق بلقائه مع رئيس الوزراء أوربان والمتروبوليت هيلاريون (الرقم 2 السابق في الكنيسة الروسيّة والموجود حاليّاً في هنغاريا)، سألت صحافيّة من وكالة إيطاليّة البابا إن طلب مِن أوربان إعادة فتح حدود طريق البلقان التي يُفترَض أن يكون قد أغلقها. وفيما يتعلّق بهيلاريون، كانت الصحافيّة جازمة: “هل يمكن لهيلاريون وأوربان أن يصبحا قناتَي انفتاح نحو موسكو لتسريع عمليّة السلام في أوكرانيا، أو لجعل اللقاء بينكم وبين الرئيس بوتين ممكناً؟”
فأجاب الأب الأقدس بأنّ السلام يُصنَع عبر فتح القنوات. ثمّ تطرّق إلى كون 5 بلدان قد أخذت على عاتقها استقبال المهاجرين، لكن ليس أوروبا بكاملها. وفيما يتعلّق بهيلاريون، قال البابا: “إنّ هيلاريون شخص أحترمه كثيراً، ولطالما كانت علاقتنا جيّدة. كان بغاية اللطف لحضوره ومقابلتي. ثمّ ذهب للمشاركة في القدّاس، ورأيته أيضاً في المطار. هيلاريون شخص ذكيّ يمكن التكلّم معه، وهذه العلاقات يجب الحفاظ عليها، لأنّنا إن تكلّمنا عن المسكونيّة، علينا أن نمدّ يدنا للعالم بأسره، وعلينا أن نُمسك بيد هذا العالم أيضاً. لقد خاطبتُ البطريرك كيريل مرّة واحدة منذ بداية الحرب، ثمّ عبر أنطوني الذي حلّ محلّ هيلاريون، عندما أتى لرؤيتي: إنّه أسقف كان كاهن رعيّة في روما، وهو يعرف جيّداً الجوار، وأنا على صلة بكيريل عبره”.
وعندما تساءلت الصحافيّة إن كانت هيلاريون وأوربان يمكنهما أن يُسرّعا عمليّة السلام، أضاف البابا بأنّ الأمر ليس أشبه بقصّة، موضِحاً: “أنا مستعدّ لفعل أيّ شيء. علاوة على ذلك، ثمة عمليّة جارية، لكنّها لم تُعلَن بعد. سنرى كيف سيجري الأمر… عندما يُصبح علنيّاً، سأتكلّم عنه”.
من ناحية أخرى، عاد موضوع صحّة البابا إلى الواجهة مع التطرّق إلى رحلته إلى البرتغال لأجل أيّام الشبيبة العالميّة، فأوضح البابا: “خاطبتُ مساعِد أسقف ليشبونة ورئيس أيّام الشبيبة العالميّة لسنة 2023 والذي أتى ليرى كيف تجري الأمور. سأذهب، سأذهب. آمل ذلك. يمكن أن تروا أنّ الأمور لم تعد كما كانت عليه منذ سنتَين، خاصّة مع العصا. لقد تحسّنتُ الآن، ولم يتمّ إلغاء الرحلة حتّى الساعة. ثمّ هناك الرحلة إلى مرسيليا وإلى منغوليا، والرحلة الأخيرة… لا أذكر إلى أين… ما زال البرنامج يجعلني أتحرّك”.
وأخيراً، طرح صحافي إسباني على البابا سؤالاً حول ما طلبه منه رئيس الوزراء الأوكراني خلال زيارته الأخيرة، وإن كان سيتوسّط لصالح الأطفال الأوكرانيّين الذين تمّ أخذهم بالقوّة إلى روسيا، كي يعودوا إلى بلدهم. فأجاب البابا: “أعتقد ذلك، لأنّ الكرسي الرسولي، عبر السفارة، تصرّف كوسيط في بعض حالات تبادل السجناء، وجرت الأمور جيّداً. وأعتقد أنّ هذا سيجري جيّداً أيضاً. الأمر مهمّ. الكرسي الرسولي مستعدّ لفعل ذلك لأنّ هذا يصحّ. إنّه أمر عادل وعلينا المساعدة. إنّها قضيّة إنسانيّة. هذه مشكلة تواجهها الإنسانيّة وليست عمليّة نقل حربيّة. إنّ كلّ المبادرات الإنسانيّة تنفع، بعكس التصرّفات الظالِمة. علينا أن نفعل كلّ ما هو ممكن إنسانيّاً”.