L'Assomption de la Vierge Marie par Charles Lebrun (Musée de Cherbourg), wikimedia commons

مع مريم العذراء نرتفع نحو ابنها يسوع (2)

تأمّلات حول مريم العذراء في الشهر المريمي

Share this Entry
اليوم الثاني : مريم مانحة النِّعَم بواسطة المسبحة الورديّة :

مريم سلطانة السماء والأرض بفعل النعمة الإلهية التي منحها اياها الله لما اخبارها لِتكونَ أُمّاً لإبنه ،  إن ملكوت يسوع المسيح ، ملكوت إلهي روحي ، يحل جوهرياً في قلب الإنسان وباطنهِ، كما جاء في الإنجيل المُقدّس : ” إن ملكوت الله بينكم … في داخلكم  ” ( لوقا ١٧ : ٢١) ، كذلك ملكوت العذراء الكلية القداسة هو بنوع خاص في داخل الإنسان أي في نفسهِ ، وقد سلم الله مريم وحدها مفاتيح محبتهِ الإلهية المتدفقة، وأعطاها أن تَدخُل هي وتُدخِل معها الأخرين حياة القداسة والكمال من خلال الأسرار الخلاصية الإلهية التي تفوق العقل البشري .

نعم ، مريم وحدها بإمكانها منح بني آدم وحواء التعساء المنغمسين بالخطيئةِ معرفة الخير وتجنب الشر ، دون خوف من الصعوبات ، وحتى من الموت ، والدخول بهم  إلى الملكوت السماويّ  المُعد لهم من قبل إنشاء العالم بفداء وموت إبنها على الصليب لكي يعيشوا  فيهِ مع الله ، ويتمتعوا بغبطة  وسعادة لا توصفان ، ويلوذوا فيهِ بأمان من غدر أعدائهم ، ويتلذذوا بخيراته الإلهية ، وينالوا من ثمرة شجرة الحياة  ، الحياة الأبديّة ، ويرتووا من المياه السماوية المتدفقة بغزارة من قلب الينبوع العذب يسوع المسيح  . وبما أن مريم العذراء ” حواء الجديدة ” هي ذاتها الفردوس الجديد ،  أو الأرض البكر المباركة التي فُتحت من جديد بعد قيامة إبنها يسوع بكر الخلائق  من بين الأموات . لإن الله لما خَلَقَ الإنسان على صورته ومثاله  ، وضعه  في الفردوس ليشاركه حياة القداسة والنعمة، وليعتني بالأرض والحفاظ عليها ، ولكن مع الأسف  عصى إرادة الله وأوامره وبمعصيته ابتعد  عَنهُ  ، هذه الارض الطيّبة ، بطن حواء الجديدة ، حَمَلتْ مُخلّص العالم ، فلها وحدها أن تُدخل إلى أرضها الخصبة  من تشاء من البشر لتجعل منهم قديسين  ” كونوا قدّيسين وكاملين كما أنَّ أباكُمُ السماويّ كاملٌ وقدوس ” .

يقول لنا القديس لويس ماري غرينون دو مونفور : ”  تلاوة صلاة الوردية المقدسة يومياً من قبل المؤمنين تعمل على إرضاء قلب مريم وابنها يسوع ” . وبهذا ظهرت العبادة للوردية المقدسة لتكريم العذراء مريـم من قبل المؤمنين المسيحيين وغير المسيحيين . لذلك تطلب العذراء مريم وبإلحاح من المؤمنين بامومتها الإلهية تلاوة الوردية ، وقد ظهر هذا الإلحاح في معظم رسائلها للعالم وفي مختلف ظهوراتها. وكانت في بعض هذهِ الظهورات تحمل المسبحة الوردية بين يديها ، في مدينة لورد ( فرنسا ) وفِي مدينة فاطمة ( البرتغال ) ، لتشجعنا على حملِها وتلاوتِها . وكانت تقول في هذهِ الظهورات : ” هذهِ العبادة تكون لك سلاماً تقاوم بهِ الأعداء المنظورين وغير المنظورين، وتكون عربون محبتي للمسيحيين ” ، ويقول القديس دومنيك أيضاً : ”  بعد الفرض الإلهي وذبيحة القداس الإلهيّ ، ما من مديح لذيذ على قلب يسوع وإمهِ القديسة مريـم  مثل تلاوة المسبحة الورديّة بإيمانٍ وحرارة

+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا                                                                                                                                                          اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

أنقر على الرابط التالي لقراءة المقالة السابقة: https://ar.zenit.org/2023/05/04/%d9%85%d8%b9-%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%80%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b0%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%86%d8%b1%d8%aa%d9%81%d8%b9-%d9%86%d8%ad%d9%88-%d8%a5%d8%a8%d9%86%d9%87%d8%a7-%d9%8a%d8%b3%d9%88%d8%b9/
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير