Rosary and Bible

Pixabay CC0

ما رموز المسبحة الوردية؟

سلسلة تأمّلات تحت عنوان مع مريـم العذراء نرتفع نحو إبنها يسوع

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

إنّ الآية التي وردت في رؤيا  القديس يوحنّا، عن الملاك الذي نزل من السماء وبيده سلسلة قويّة قيّد بها التنين “ الحيّة القديمة ”، قد حملها بعضهم على القدّيس عبد الأحد رسول العذراء ؛ وأنّ السلسلة هي المسبحة الورديّة، والتنين هو إبليس، وهذا نفسه قد شهد بأنّ المسبحة الورديّة، تربطه عن الأضرار بالناس وتهدم قوة الشرّ.

إنّ صلاة الورديّة لم تكن في أوّل نشأتها تدعى بهذا الاسم (كما ذُكر سابقاً) ، بل كانت تدعى تارة بصلاة “الأبانا”، وتارة “بالمزامير المريميّة” تِشبيهًا لها بالمزامير الداووديّة، لاشتمالها على مائة وخمسين من “السلام”، نظير عدد المزامير، ولأنّها تُتلى يوميًّا في الكنائس كما تُتلى المزامير.

ثمّ دعيت ” مسبحة ” ، عبارة عن عقد أو إكليل منظوم على مثال الإكليل الذي وضعه موسى على تابوت العهد. وقد كانت هذه المسبحة في أوّل أمرها، كناية عن سلسلة معقودة عقداً  بعدد ” الأبانا ” ، و ” السلام ” فيها .

وهكذا قد استعملها القدّيس عبد الأحد نفسه ، كما شهد ” ألانوس ” بقوله : ” إنّ القديس عبد الأحد كان يوزّع من تلك السلاسل المعقودة منه عقداً كميّة وافرة وكأنّي به يوزّع مقاليع يرمي بها إبليس “. وقد شبّهها بعضهم ، بالحبلة القرمزيّة التي دلّتها ” راحاب ”  على جدار مدينة أريحا، وبها تخلّصت مع كامل عائلتها من خراب أريحا ودمارها. وقد قال القدّيس إيرونيموس : “ وتلك الحبلة كانت عقداً  منضّداً  بالأسرار، وما أشبهها بسلسلة الورديّة التي بها ينجو الخطأة من تنكيل النقمة الإلهيّة”.

 وقال بعضهم أنّ سلسلة الورديّة ،  بربطها كلّ حبّة من حبّات المسبحة بأختها ، تشير إلى ارتباط الأخوة الذين يشتركون بها مع بعضهم

إنّ تسمية هذه الصلاة ” بالورديّة  ” قديمة العهد على ما وردت في براءات الأحبار وأسفار المؤرّخين . قال المعلّم ” كرنيلوس الحجري ” الشارح الشهير للأسفار الإلهيّة ، إنّ تسمية هذه الصلاة بالوردية ، هو من آية الكتاب القائل في سفر الحكمة : ” كالوردة المغروسة على ضفاف المياه “. وفي سفر الجامعة : ” كالوردة المغروسة في أريحا ” .

على أنّ الوردة بلونها الظريف ، ورائحتها الزكيّة ، هي أصلح ما يكون للتعبير عن جمال مريم ، وطهارتها وبهاء عظمتها ، ومقدرتها وعذوبة رحمتها ومحبّتها . هذا ولا يخفى أنّ في الورد الجمال والشوك والرائحة الزكية ، ترمز إلى أسرار الفرح والحزن والمجد ، وأخيراً اسرار النور . إلى غير ذلك من وجوه الشبه والرموز بين الورد وصلاة الوردية المقدسة .

+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا

اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

أنقر هنا لقراءة المقالة السابقة:

التعلّم من مدرسة مريم

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير