” إذا تبعت العذراء مريم لا تتيه، وإذا دعوتها لا تيأس، وإذا تأمّلتها لا تضلّ، وإذا أسندتك لا تعثُر، وإذا حملتك لا تخاف، وإذا أرشدتك لا تتعب، وإذا نلت لديها حظوة بلغت ميناء النجاة “.
( القدّيس برناردوس ) .
من أهم النصوص الواردة في العهد القديم بخصوص مولد المسيح يسوع من عذراء، نبؤة أشعيا الذي كتب : ” ها إنَّ العذراء تحمِلُ فَتلِدُ إبناً وتَدعو اسمَه عمانوئيل ، الذي تفسيره ” اللهُ معنا ” (اشعيا ٧ : ١٤).
ولقد كملت هذه النبؤة و تحققت في مريم العذراء التي حملت الكلمة المتأنس منها بقوة الروح القدس ، وولدته وربَّته معتنية به ، ” وكان يَتسامى في الحِكمةِ والقامةِ والحُظوةِ عندَ اللهِ والناس ” ( لوقا ٢ : ٥٢ ) .
فعاش بيننا و أرشدنا إلى طريق السماء، ثم ختم حياته بالموت على الصليب فداءً عنا.
لقد تمّت المعجزة الفريدة في تاريخ الكون، فحبلت العذراء من الرُّوح القُدُس ( متى ١ : ٢٠ ) ، وصارت أُمّاً بقدرة العلي، فولَدَتِ إبنَها البِكر ( لوقا ٢ : ٧ ) وهي عذراء، وحافظت على بتوليتها الدائمة.
إنّها مريم التي ندعوها بكل حق ” عذراء العذارى “، أُمّ يسوع ربنا.
أمّا عمانوئيل الذي معناه ” الله معنا ” فهو كلمة الله المولود من الآب قبل كل الدهور والمولود من مريم في الزمن، والذي سيبقى معنا إلى إنقضاء العالم ” وهاءَنذا مَعَكُم طَوالَ الأيامِ إلى نهيةِ العالم ” ( متى ٢٨ : ٢٠ ).
فلنضع ثقتنا بالعذراء مريـم وإبنها يسوع الذي غلب العالم ” قُلتُ لكم هذهِ الأشياء ، ليكون لكُم بي السلام ، تُعانون الشِدَّةَ في العالم ، ولكن ثِقوا إنِّي قد غلبتُ العالم ” ( يوحنا ١٧ : ٣٣ ) ، ووعد أنه سيكون معنا دائماً.
فلا نخف في المحن ولا نجزع في الصعوبات.
يقول القدّيس برناردوس: ” إذا تبعت العذراء مريم لا تتيه، وإذا دعوتها لا تيأس، وإذا تأمّلتها لا تضلّ، وإذا أسندتك لا تعثُر، وإذا حملتك لا تخاف، وإذا أرشدتك لا تتعب، وإذا نلت لديها حظوة بلغت ميناء النجاة “.
لنطلب من مريم أن تدوم نعمة إبنها معنا فتقوينا وتنجينا من الشرور وتقودنا إلى ميناء الخلاص .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
لقراءة المقالة السابقة، أنقر على الرابط الآتي:
https://ar.zenit.org/2023/05/09/%d9%85%d8%a7-%d8%b1%d9%85%d9%88%d8%b2-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%a8%d8%ad%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9%d8%9f/