Marie "Knotenlöserin", Église Sankt-Peter (Augsbourg, Allemagne) @YouTube

ها منذ الآن يطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي العظائم

تأملات حول مريم العذراء

Share this Entry
“ها منذ الآن يطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صنع بي العظائم” ( لوقا ١ : ٤٨ – ٤٩)
هذا النشيد النبويّ قالته أمّنا مريم العذراء أثناء زيارتها لنسيبتها أليصابات، لتكون في خدمتها وهي حامل بيوحنّا في شهرها السادس.
في هذا الشهر المريمي المبارك ً نأتي  إلى العذراء مريـم ، وفينا ملء الثقة بأنّها تحفظنا وتحمينا بيدها الخفيّة . نتوافد إليها لنشكرها على حنانها وسهرها ، باسطةً يدي أمومتها، وهي تغدق النعم السماويّة على كلّ واحدٍ مِنّا  يحمل في طيّات قلبه عاطفة بنوية لأُمنا السماويّة . وهي بدورها تحتضننا بيديها المباركتين ، وترفعنا إلى إبنها يسوع . متذكرين قول القدّيس برناردوس:  ” إذا تبعت العذراء مريم لا تتيه ، وإذا دعوتها لا تيأس ، وإذا تأمّلتها لا تضلّ ، وإذا أسندتك لا تعثُر ، وإذا حملتك لا تخاف ، وإذا أرشدتك لا تتعب ، وإذا نلت لديها حظوة بلغت ميناء النجاة ” .
جميع الأجيال على وجه الأرض يطوّبون العذراء مريم ، أمّ يسوع، فادي الإنسان ومخلّص العالم ، حتى نهاية الأزمنة، ” لأنّ الله القدير صنع لها العظائم “( لوقا ١ : ٤٨ – ٤٩) .
أول هذه العظائم التي نالتها العذراء مريـم من الله هي الحبل بها بلا دنس ، كثمرة حبّ والديها يواكيم وحنّة ، معصومة من دنس الخطيئة الأصليّة الموروثة من معصية أبوينا الأوّلين آدم وحوّاء . إنّ ” عقيدة الحبل بلا دنس ” أعلنها الطوباويّ البابا بيوس التاسع في ٨ ديسمبر / كانون الأوّل  ١٨٥٤ ،  بقوله : ” إنّ الطوباويّة مريم العذراء عُصمت منذ اللحظة الأولى للحبل بها من كلّ دنس الخطيئة الأصليّة ، وذلك بنعمة وإنعام فريدين من الله القدير ، ونظراً  إلى استحقاقات يسوع المسيح مخلّص الجنس البشريّ الذي سيولد منها بقوّة الروح القدس ” .
ومن بين عظائم الله لها ايضاً : أمومتها ليسوع الكلمة المتجسّد وهي عذراء بقدرة الروح القدس ، وبطاعة الإيمان . فظلّت عذراء قبل الميلاد وأثناء الميلاد  وبعده . ومشاركتها في آلام ابنها يسوع لفداء العالم . ووقفت على أقدام الصليب بألم لا يوصف ، ولكن دائماً  بطاعة الإيمان . فكما بطاعتها الإيمانيّة يوم البشارة أصبحت امّ يسوع التاريخيّ ، هكذا بطاعة الإيمان أمام إبنها المصلوب على خشبة الصليب والألم يمزّق قلبها، أصبحت أمّ يسوع الكليّ أي الكنيسة المتمثّلة بيوحنّا ” يا مريـم هذا إبنك ” ( يوحنا ١٩ : ٢٧ ) .
وتوّج الله عظائمه لمريم بإنتقالها إلى مجد السماء بنفسها وجسدها وهي عقيدة أعلنها المكرّم البابا بيوس الثاني عشر في أوّل نوفمبر /  تشرين الثاني ١٩٥٠  بحيث لا يمكن لمريم المعصومة من كلّ خطيئة ان تعرف فساد الموت . ” فبعد أن أنهت مسيرة حياتها على الأرض رُفعت بالنفس والجسد إلى المجد السماويّ “. وتوّجها الثالوث القدّوس : الآب وهي إبنته، والإبن وهي أمّه ، والروح القدس وهي عروسته ، سُلطانةً على  السماوات والأرض ، وأمّ جميع الشعوب ، ولذلك لن تترك هذه الأُم السماويّة أبناءها فريسة للأشرار ، وضحية للحروب والأمراض والكوارث الطبيعية ، بل تتعهّد الجميع بحنانها، وتعرف كيف تخاطب قلوبهم لتخلصهم من كل الشرور ، والأعداء المنظورين وغير المنظورين .
ثقتنا بأمّنا مريم العذراء تبقى كبيرة .  لإنها تحفظ بلادنا  وتحمي شعوبنا وتثبتهم  في إيمانهم ليقوموا  بواجب  رسالتهم ودورهم في عائلتهم وكنيستهم ومجتمعهم على جميع الأصعدة، الروحية منها والإجتماعية .
في شهر مايو / أيار ، شهر أمّنا مريم العذراء ، نجدّد الطوبى لها والتكريم ، ونسألها أن تتشفّع لنا لدى العرش الإلهيّ من أجل تحقيق أمنياتنا وأُمنيات  كلّ الذين يلتجئون إليها حاملين آمالهم  وهموم قلوبهم . ومعها نمجّد  الثالوث القدّوس الذي اختارها : الآب إبنةً له ،  والإبن أُمّاً له ، والروح القدس عروسةً له ،
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير