لقد حملت والدة الإله ، العذراء مريم الفائقة القداسة والطهارة ، بين ذراعيها النور الحقيقيّ لملاقاة ” الشعب السائر في الظلمة ” ( اشعيا ٩ : ١ ) . فلنذهب نحن ايضاً بصحبة العذراء مريم ، لملاقاة الرّب يسوع المسيح ، ” نور العالم ” ، نحن الذين نعبد ونجلّ سرّه بإيمان وحماسة ، ولنتقدّم نحوه من كلّ قلبنا. فلنشارك جميعنا بدون استثناء في هذا اللقاء، ولنحمل كُلّنا أنواره البهيّة الساطعة .
إذا كانت شموعنا تعطي هذا النور ، فذلك أوّلاً لإظهار الإشراق الإلهي لذلك الذي أتى ، فجعل العالم يشعّ ، وملأه بنور أبدي يطرد ظلمات الشرّ ” جئتُ انا إلى العالمِ نوراً فكُلُ من آمن بي لا يبقى في الظلام ” ( يوحنا ١٢ : ٤٦ ) .
ولإظهار إشراق نفوسنا الذي به يجب علينا نحن، أن نذهب لملاقاة الرّب يسوع المسيح . هكذا، منوّرين بشعاعه ، وحاملين بين أيدينا نوراً يراه الجميع . إنّ الأمر جلي وواضح: ” كان النُّورُ الحَقّ الَّذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم ” (يوحنا ١ : ٩ )، وأناره بينما كان العالم مع الأسف يغرق في الظلمات ، لأنّ ” تِلكَ رَحمَةٌ مِن حَنانِ إِلهِنا بِها افتَقَدَنا الشَّارِقُ مِنَ العُلى ، فقد ظهرَ للمُقيمين في الظُلمَةِ وظِلاِل الموت ” (لوقا ١ : ٧٨ – ٧٩ ) ، فهذا السرّ سرّنا … لنسرع إذاً معاً ، ولنذهب كلّنا لملاقاة الله … لنكن كلّنا منوّرين منه ، لنكون كلّنا مشعّين منه .
لكي لا يبقى أحد منا بعيداً عن هذا النور ، كالغريب ، لا يعاندنّ أحد للبقاء غارقاً في ظلام الليل الحالك . لنتقدّم نحو النور الحقيقيّ يسوع المسيح ، ولنتلقّى مع الشيخ سمعان هذا النور المجيد الأبدي .
لنبتهج معه من كلّ قلبنا ولنرنّم أناشيد الحمد لله ، أب النور، الذي أرسل لنا النور الحقيقي لينتشلنا من الظلمات ، ويجعلنا نور للعالم ، ” أنتم نور العالم ” .
إنّ خلاص الله ، ” الذي أَعدّه في سبيلِ الشُّعوبِ كُلِّها “، والذي أظهره لمجدنا كاورشليم الجديدة ، هكذا “رأيناه ” بدورنا ، ” قد رأت عيناي خلاصكَ ” ( لوقا ٢ : ٣٠ ) .
بفضل الرّب يسوع ، خلّصنا من ليل خطيئتنا، كما خلّص سمعان من روابط الحياة الراهنة عندما رأى الرّب يسوع وحمله بين يديه .
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك