Pentecost - Robert Cheaib - Robert Cheaib

مريـم العذراء في العنصرة

سلسلة تأملات في الشهر المريمي

Share this Entry
نقرأ في الكتاب المُقدّس ، وتحديداً في سفر أعمال الرُسُل : وكأنوا ( جماعة الرُسُل ) يواظبون جَميعاً على الصلاة بقلبٍ واحدٍ ، مع بعض النسوة ومريم أُمّ يسوع ومع إخوته ”                     ( اعمال ٢ : ١٢ ) .
ولمّا أتى اليوم الخمسون ، كانوا مجتمعين كُلُّهم في مكانٍ واحد ، فانطلق من السماء بغتةً دَويٌّ كريح عاصفة ، فملأ جوانب البيت الذي كانوا فيه ، وظهرت لهم ألسنةٌ كأنها من نارٍ ق انقسمت فوقفت على كلٍّ منهم لسان ، فامتلأُوا جَميعاً من الرُّوح القُدُس ، وأخذوا يتكلمون بالغاتٍ غيرِ لغتهم ، على ما وهب لهم الرُّوح القُدُس أن يتكلّموا ( اعمال الرُسُل ٢ – ٤ ) .
من خلال هذه الآيات ونحن نحتفل بعيد العنصرة ، حلول الرُّوح القدس على التلاميذ وقد مستهم النار الإلهية وأُفيض روح الله عليهم ( اعمال الرُسُل ٢ : ١٧ )  نستخلص :
١ – في بداية مسيرة الكنيسة المقدسة ، وحتى يومنا هذا ، هناك علامة فارقة وهي : ”  العذراء مريـم القدّيسة ” ، فهي كانت ولا تزال قبل كل شيء الأُمّ التي ترافق أبناءها في مراحل حياتهم ، وخاصةً أثناء  الحروب والإضطهادات والشدائد والصعوبات .
٢ – في العنصرة نجد هناك مريـم العذراء مع الرسل الذين يمثلون النسل الجديد ، أي العهد الجديد . وكانت في وسطهم ، عندما كانوا يرفعون الصلاة ليحل الرُّوح القُدُس عليهم ليمنحهم القوة ، لينطلقوا مع الكنيسة الناشئة للحياة الجديدة بالبشارة .
٣ – حَقَاً كانت مريـم العذراء واقفة بين التلاميذ تُصَلِّي معهم للروح القُدُس ، فحضورها ملازم لعمل الرُّوح القُدُس في الكنيسة وفينا ، في كل واحدٍ مِنّا ، أينما كُنَّا … فمريم العذراء ،  هي الذاكرة التي حفظت أسرار يسوع في ذاكرة متنقلّة حيّه  من جيل إلى جيل  ، بقدر ما ندخل مدرسة مريـم ، بقدر ما ندرك عمل يسوع بقلبها الطاهر .
٤ – لولا وجود مريـم العذراء في عُلية صهيون لما كانت العنصرة ، لإن مريـم ” الممتلئة نعمةً  ” ( لوقا ١ : ٢٨ ) هي التي أحدثت العنصرة بنعمةِ إبنها يسوع ، وبقوة الرُّوح القُدُس …
٥ – مريم العذراء رسولة الثالوث الأقدّس : فهي بنت الله الآب ، وأُم الابن المُخلّص والفادي ، وعروسة الرُّوح القُدُس .
هي ومع إبنها يسوع تُرسل التلاميذ . هي حارسة وضامنة إستمرار البشارة والرسالة … فبدون الرسالة المريـمية لا قيام ولا ونجاح اي رسالة مسيحية .
٦ : شُبهّت مريم بالعليقة المُلتهبة التي جعلت في ذاتها تار الألوهية ” شعلة محبة قلب مريـم الطاهر ” حيث في العُليّة حققت البشارة وتُحقّقها في العهد الجديد إلى المجيء الثاني لإبنها  .
صلاة :
تعالَ أيُّها الرُّوح القُدُس ، تعالَ بالشفاعة القادرة لقلب مريـم الطاهر عروستك المحبوبة جداً .
تعالَ وقدّس نفوسنا ونقيّ ضمائرنا  وطهّر قلوبنا ، واجعلها هيكلاً لله ومسكناً للثالوث الأقدّس .
يا أُمّ الله وأمته أُغمري بإيمانٍك الكنيسة والعالم بشفاعةِ محبة قلبك الطاهر المملوء من النِّعَم ، الآن وكُل اوان  وإإن دهرِ الداهرين .
+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
لقراءة المقالة السابقة، أنقر على الرابط الآتي:
https://ar.zenit.org/2023/05/29/%d8%b9%d8%b0%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d8%a7%d8%b7%d9%8a%d9%85%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3-%d9%8a%d9%88%d8%ad%d9%86%d8%a7-%d8%a8%d9%88%d9%84/
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير