أشاد قائد مسيحي في باكستان باجتماعات الحوار بين الأديان التي سمحت بتهدئة التوترات في المنطقة ونزع فتيل مزاعم التجديف. وبحسب الأسقف سامسون شوكاردين، تعيش الجماعات الدينية المختلفة بتناغم كبير في مقاطعة السند في جنوب شرق باكستان مقارنة بالمناطق الأخرى.
أطلق المونسنيور شوكاردين الاجتماعات الأولى للحوار بين الأديان في المنطقة، التي أصبحت من تنظيم الأب شاهزاد خوخار، أخ فرنسيسكاني وشريك في مشروع الجمعية الخيرية الكاثوليكية لعون الكنيسة المتألّمة.
وقد أعلن الأسقف شوكاردين لعون الكنيسة المتألّمة أنّ مشاركة القادة الدينيين والعلمانيين من كلّ التقاليد الدينية (السيخ والشيعة والسنة والهندوس والمسيحيين) في هذه الاجتماعات هو أمر بالغ الأهمية.
منع مسلم شيعي يشارك بشكل دوريّ في الاجتماعات مجموعة كانوا يهاجمون عائلة هندوسية مُتّهمَة بالتجديف في آذار من هذه السنة. وقال: “اتُهم هندوسيّ ظلمًا بحرق القرآن. وقد تجمّع الناس أمام باب بيته. أُغلق البابا بالمفتاح ولكنهم حاولوا أن يضعوا سلّمًا على المبنى. كان هناك أيضًا شخص يحمل مسدسًا لكنني تمكّنت من أخذه من يديه”. وذكر هذا الرجل المسلم قولاً تعلّمه من الاجتماعات بين الأديان: “ظننت يومًا أنّ الدين هو أمر أنا فعلته، إنما هو ما أنا عليه. ظننت يومًا أنّ الحوار بين الأديان هو أمر قمنا به، إنما هو ما نحن عليه. ظننت يومًا أنّ التنوّع كان ما نحن عليه، إنما هو ما نفعله. نحن كلّنا متحدون وإخوة”.
ثم أعلن الأب خوخار أنّ أعضاء الجماعة المحلية علّموه كيف يكتشف ذاته أكثر وقد وزّعوا الهدايا وقوالب الحلوى لمناسبة عيد الفطر. وأضاف الأخ الفرنسيسكاني أنّه انضمّ إلى أعضاء آخرين ليتحدّث إلى نقابة التجار حول إمكانية مساهمتهم في الاحترام والسلام والحوار. زرعنا الأشجار مع طلاّب ومعلّمين من مختلف الأديان، بسبب مشاكل المناخ والمياه التي تعاني منها البلاد”.
هذا وأعرب الأسف شوكاردين عن امتنانه لجميع المدافعين عن الحوار بين الأديان وختم بهذه العبارات: “قال يسوع: أحبب قريبك حبّك لنفسك (مت 22: 39). نحن نحترم الآخر وقد أظهرنا أنّه يمكننا القيام بذلك ليس بالأقوال فحسب، بل بالأفعال أيضًا”.
وفي الختام، قال: “أنا متأكّد أنّ هذا العمل الصالح لن يكون محدودًا، بل هو يضع أساسًا للمساعدة المتبادلة”.