Podcast of the Dicastery for the Laity, Family and Life

خمسة أسئلة حول تأثير الهواتف الذكية على الحياة الزوجيّة (2)

اختصاصي في مرافقة الأزواج يجيب

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كنا قد نشرنا يوم أمس الجزء الأوّل من هذه المقالة التي تتضمّن مقابلة مع اختصاصيّ في مرافقة الأزواج، واليوم نتابع في هذا الجزء الثاني سلسلة الأسئلة التي طُرحت عليه.

سيلف: هل يعاني العديد من الأزواج من مشكلة الهاتف؟

ماك فادين: أقول لمرضاي: صدقوا أو لا تصدّقوا، زوجتي وأنا تزوّجنا قبل أن تتواجد الهواتف الذكيّة. لم نكن نواجه خطر التبعيّة هذا في ذلك الوقت. كان الناس يلتقون ويتحدّثون وكان هناك الكثير من التواصل. مع ظهور الهاتف الذكيّ، أصبح إغراء العزلة أقوى بكثير. أنا متأكّد أنّ الهواتف هي ترفيه أكثر من كونها أداة مفيدة. سيقول لي زبائني: “أنا بحاجة لأن أشاهده من أجل وظيفتي. وهذا بالطبع صحيح، ولكن أودّ إعلامك – أستخدم الهواتف العادية والأساسية حتى لا أقع في الإغراءات. لديّ فتاتان في المدرسة وهي تستخدم تطبيقًا لإعلامي عن علاماتهما أو وما إذا وصلتا متأخّرتين إلى الصفّ. يرسل لي مدرّسوهما رسائل البريد الإلكترونيّ. إذًا توجد أمور يجب أن تقوم بها على الهاتف. إنما لا يمكنك أن تبقى أسير هاتفك. يمكن لاستخدام الهاتف أن يعيق العلاقات الاجتماعية، مما يفتح المجال أمام أيّ نوع من أنواع السلوك المؤسف. يمكن أن أطرح سؤالاً شائعًا على الأزواج: “متى كانت المحادثة الأخيرة التي أجريتماها بين بعضكما البعض. ويكون الجواب: “لا نعلم. لربّما منذ سنوات”.

ما من عجب إذًا أن نكون معرَّضين للاضطرابات العاطفية. لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون حبّ. عندما يتّحد الزوجان، لا يوجد سبب للغيرة. بحسب الدكتور جون غوتمان، تتداخل المشاعر السلبيّة والإيجابيّة معًا. عندما تكون الحيوية الزوجية مهمّة في الزواج، تكون نسبة الإحباط منخفضة نسبيًا، فيميل كلّ واحد منهما إلى التفسير بشكل إيجابي ما يفعله الآخر. على سبيل المثال، تعتبرني زوجتي شريكًا مأخوذًا كثيرًا بعمله، فتتهمني: “تحبّ وظيفتك أكثر مني”. الهاتف ليس التهديد الوحيد للتواصل، بل إنه يشكّل هجومًا متزايدًا وقويًا وإدمانًا في الزواج.

سيلف: كيف يمكن للعادات التي يتحلّى بها أحد الزوجين أن تؤثّر في الآخر والأطفال؟

ماك فادين: بحسب الدكتور غوتمان، إنّ الأزواج الذين يتحدّثون مع بعضهم البعض كلّ صباح يشعرون بأنهم أكثر اتحادًا ومفيدين طوال النهار. هم يميلون إلى الالتقاء مع بعضهم البعض بشكل عفويّ ومتواتر أكثر. يمكن للعادات السيئة أن تؤثّر سلبًا في الآخر، وهذا ما يحدث في أغلب الأوقات. كثيرًا ما أسمع الناس يقولون: “بدلاً من البقاء على هاتفي الخلوي، سأقوم بأمر آخر”.

لا أحد يحبّ أن يخبره الآخر بإبقاء الهاتف جانبًا، والأطفال هم حسّاسون على ذلك. لا يمكنكم أن تطلبوا من أولادكم أمورًا لا تنفّذونها أنتم أمامهم. لا يمكنني أن أطلب من أولادي أن يتركوا هواتفهم من دون أن يتذمّروا. إنما إن كانت القواعد واضحة منذ البداية، سيشعر أولادي بالرضا. إن فهموا المبدأ، فلن يتذمّروا أبدًا من عدم استخدام هواتفهم.

طلبت من ثنائي متزوّج لديهما مراهقين اثنين أن يختاروا ليلة واحدة في الأسبوع ويمضوا الوقت معًا من دون استخدام الهاتف. في البداية، ظنّ الأهل أنّ الأولاد سيتذمّرون إنما تفاجئا برؤية أولادهما متحمّسين للفكرة أكثر منهما فعمّقا هذا التواصل في العائلة، والخبر السارّ أنّه يوجد الكثير من الأزواج الذين يتبعون هذه النصيحة وينجحون في الأمر.

سيلف: ما هي القواعد والطرق التي توصي الأزواج باعتمادها؟

ماك فادين: أولاً يجب أن يكون لدينا عادات يومية نحترمها من دون أن ندع شيئًا يشتّت انتباهنا. إنّ أهميّة المحادثة من دون التلهّي هي جوهر السؤال. التواصل العاطفي هو أهمّ شيء في الزواج. ولكي يتحقق ذلك، يجب أن نقوم بمحادثة من دون تلهّي. إبدأوا نهاركم وأمضوه وانهوه بالمحادثة الإيجابية. أنظروا كيف اكتشفت أنني كنت متزوّجًا هاتفي وليس زوجتي: “أستيقظ فأنظر مباشرة إلى هاتفي. لا يجب أن ننظر إلى هاتفنا في غضون 15 دقيقة بعد الاستيقاظ. إن قمنا بذلك، فسنكون أقلّ تقيّدًا بهواتفنا لبقية النهار.

أنا أتذكّر في بداية زواجنا، توسّلت إليّ زوجتي أن أمضي معها أمسية في الأسبوع من دون استخدام الوسائل التكنولوجية. وطلبت مني أن أمنحها أربع عطلات نهاية أسبوع سنويًا، مرّة كلّ ثلاثة أشهر من دون استخدام الوسائل التكنولوجية. في ذلك الوقت، تعلّمنا أن نلتقي ليلتين في الأسبوع من دون استخدام التكنولوجيا. اعتدنا، زوجتي وأنا، أن نحيّي بعضنا البعض كما يجب. لا يحقّ لك أن تدخل إلى المنزل وهاتفك بيدك. هذه اللفتة البسيطة طوّرت علاقة الكثير من الأزواج.

تكمن القاعدة الثانية بتحديد وقت للتحدّث مع بعضنا البعض. إنها إحدى الشكاوى الأكثر شيوعًا: “في كلّ مرة أخاطبه يكون على الهاتف”. إنما أحيانا نبدأ بالحديث مع الشريك عندما يكون على الهاتف أصلاً. وهنا لا يمكنكم التشكّي، لذا أنصح الأزواج أن يحدّدوا وقتًا للتحدّث مع بعضهما البعض وطرح المواضيع.

ثالثًا، من الضروري أن تكون الأمور واضحة. من التمارين التي أقترحها على الأزواج، تحديد وقت مثلاً للتحدّث عن خطة مشتركة في تربية الأطفال. إنّ أكبر اختراع في عصرنا اليوم هو الشاشة. يمكنني من هاتفي أن أتحكّم بالوقت الذي يجب أن يمضيه أولادي على الشاشة. بالنسبة إلينا، نحن البالغين، من السيء جدًا أن نضع هواتفنا في السرير عندما ننام، فالسرير هو مكان مقدّس للزوجين.

أمر أخير: أنا أشجّع الأزواج على وضع قائمة في الأمور التي تجلب لهم السعادة والانتظارات من الحياة، والتي تبعدهم عن الوسائل التكنولوجية.

إنّ الأمسية الأولى التي ذهبنا فيها من دون استخدام وسائل التكنولوجيا، لم نكن نعلم ما نفعل. جلسنا لنحو ثلاثين دقيقة كما لو أنّ إبداعنا يختنق. يجب أن يتعلّم الأزواج أن يسترخوا من دون تلفاز أو هاتف.

لا يتطلّب الأمر التحلّي بالانضباط فحسب، بل بوضع برنامج أيضًا!

لقراءة الجزء الأوّل من المقالة أنقر هنا:

خمسة أسئلة حول تأثير الهواتف الذكية على الحياة الزوجيّة (1)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير