وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى المُشارِكين في مهرجان الشباب في مديغوريه، حثّهم فيها على فتح قلوبهم على إرادة الله، قائلاً: “لدى الله خطّة حبّ لكلّ منكم. لا تخافوا من مشيئته، بل ضعوا ثقتكم كلّها في رحمته”، مُؤكِّداً على أنّ الله لديه خطّة لحياة كلّ إنسان.
ثمّ عبّر البابا عن أمله بأن يُساعد الوقت الذي سيُمضيه الشباب في السجود والاعتراف في المهرجان على أن يروا أنّ الله ليس مُخيفاً، بل يجب اللجوء إليه مُضيفاً، بحسب ما أورده القسم الإنكليزي من موقع “فاتيكان نيوز”: “إنّ إرادة الله كنز لا يُقدَّر بثمن. لذا نسجت العذراء مريم علاقة مع يسوع حتّى قبل أن تلده”.
وتابع البابا التأمّل بمِثال مريم، مُسلِّطاً الضوء على امتثالها لإرادة الله على الرّغم من الصعوبات: “لقد أصبحت رسولة وأمّاً لابنها لحظة قبِلَت كلمات الملاك، فكانت حياتها برمّتها جواباً مستمرّاً لإرادة الله”.
في هذا السياق، أشار الأب الأقدس إلى أنّنا نُناضل أحياناً لفهم إرادة الله، خاصّة في اللحظات الصعبة وقال: “ما مِن مشيئة أفضل من مشيئة الله بالنسبة إلينا، وهي خطّة حبّه لنا مع لمحة عن ملكوته وسعادتنا الكاملة. الله يُحبّنا بلا شروط، ويعرف أعماق قلوبنا ورغباتنا”.
كما وحثّ الحبر الأعظم الشباب في مديغوريه على أن يُقدّموا لله كلمة “نعم” بلا شروط، جواباً على حبّه، خاصّة في شبابهم. “لا تفسحوا بالمجال أمام الأنانيّة أو الكسل في حياتكم. استفيدوا مِن شبابكم لوضع أُسس وجودكم مع الرب، لأنّ مستقبلكم الشخصي والمهني والاجتماعي سيعتمد على الخيارات التي تتّخذونها خلال هذه السنوات”.
وختم البابا رسالته بتشجيع الشباب على أن يكونوا مُرسَلين مُتحمّسين لنشر الإنجيل، ويحملوا فرح المسيح لِمَن يبحثون عنه أو لِمَن يتألّمون. “إن سمحتم لنِعمة الله بأن تعمل فيكم، إن كنتم كرماء ومُثابِرين في التزامكم اليومي، ستجعلون هذا العالم أفضل للجميع”.
أمّا مهرجان مديغوريه السنوي فقد انطلق هذه السنة في 26 تموز، وسينتهي في 30 منه، وهو يجمع شباباً من حول العالم ليُصلّوا ويتأمّلوا وينموا بالإيمان.