انقسم ما يقارب نصف مليون كاثوليكي في الهند من خلال عصيان البابا بشكل علنيّ.
في 20 آب كان الموعد النهائي الذي حدّده المندوب البابوي الذي أرسله البابا فرنسيس إلى الهند “لإصلاح” الوضع الذي نشأ في أكبر أبرشية كاثوليكية سيرو مالابار بعد اعتماد إصلاح ليتورجي منذ عامين لا يتشاركه الجميع. في ستّ رعايا من أصل 325 في أبرشية إرناكولام-أنغامالي، يتمّ الاحتفال بالقداس الإلهي وفقًا للطقس الموحّد الذي وافق عليه الفاتيكان، بعد الإنذار الذي أطلقه الأسقف كيريل فاسيل، المبعوث الخاص للبابا لإصلاح الوضع في الهند.
وقبل أيام قليلة، كان المندوب الدولي قد أشار إلى أنه إذا لم يتمّ الاحتفال بالقداس حسب الطقس الموحّد يوم الأحد 20 آب، فإنّ الكهنة سيكونون مذنبين بارتكاب مخالفات قانونية. وحافظ رجال الدين المحليّون، بدعم من العلمانيين على موقفهم. في الواقع، في كنيستين على الأقلّ من أصل ستّ كنائس امتثلت لإنذار المندوب البابوي، والباقي يغادر الكاثوليك القداس بمجرّد ما يعلمون أنّ الكهنة يحتفلون وفقًا للطقس الموحّد.
هذا وخيّم ما لا يقلّ عن مئة شخص من أبناء الرعية في الصباح الباكر خارج كاتدرائية مريم العذراء، الكنيسة الرئيسية للأبرشية، لمنع أي شخص من الاحتفال بالقداس هناك. وقال أنطوني بوتافيليل، عميد البازيليك: “لا يمكننا أن نحتفل بالقداس في ظلّ هذه التوترات”.
من جانبهم، نشر موقع كنيسة سيرو مالابار وأبرشية إرناكولام-أنغامالي معلومات حول الطقس الوحيد المسموح به هو الطقس الموحّد.
أدّى هذا الصراع المستمرّ منذ عامين إلى استقالة المطران أنطوني كارييل لأنه لم يتمكّن من تنفيذ الطقس الموحّد. وخلفًا له، عيّن البابا فرنسيس رئيس الأساقفة أندروز ثازاث وهو من طلب المساعدة من الكرسي الرسولي عندما عجز عن تنفيذ الطقس الجديد. أرسل البابا رئيس الأساقفة كيريل فاسيل الذي استُقبل بالانتقادات والرفض.
وكان قد تعرّض المونسنيور فاسيل للتحدي من قبل اليسوعيين في الهند مع أنه يسوعيّ. صرّح الرئيس السابق لمجلس اليسوعيين في جنوب آسيا لوسائل الإعلام المحليّة يوم السبت 19 آب بأنه يبدو وكأنّه “يستخدم الإفخارستيا مع تحذيره الأخير حول الليتورجيا السيرو مالابرية تحت غطاء الطاعة”. ودعا أخاه اليسوعي إلى الالتزام مع الكاثوليك المحليين.
وفي حديثه إلى ماتيرز إنديا، صرّح الكاهن اليسوعي سانيسلاوس ألاّ، أستاذ اللاهوت الأخلاقي في كلية اللاهوت في ديلهي بأنّ تصرّفات الأسقف فاسيل “تكشف بوضوح أنّ قضية السلطة في الكنيسة أصبحت مركزيّة. وأضاف: “كنتُ آمل أن يأتي رئيس الأساقفة فاسيل للإصغاء بكلّ إجلال واحترام إلى مختلف الممثلين، وأن يقدّم تقريرًا ضمن روح السينودسية للحبر الأعظم، إلاّ أنني لم أرَ ذلك”.
تجدر الإشارة إلى أنّ أبرشية إرناكولام أنغامالي هي أكبر كنيسة سيرو مالابار كاثوليكية، حيث يبلغ عدد أتباعها نصف مليون مؤمن وهي عرضة لخطر الانقسام الوشيك.