صباح الجمعة 3 تشرين الثاني، احتفل البابا فرنسيس بالإفخارستيا على نيّة راحة أنفس الأساقفة والكرادلة الذين توفّوا في السنة المنصرمة، ومِن بينهم البابا بندكتس السادس عشر، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من موقع زينيت.
وقد تلا الحبر الأعظم عظة تطرّق فيها إلى “دخول يسوع إلى نايين ومرافقة جمع كبير له (لو 7، 11)، فيما حشد آخر كان يمشي نحو دفن الابن الوحيد لأرملة. ويُخبرنا الإنجيل أنّ يسوع تحنّن عليها وأقام ابنها من الموت”.
وشرح البابا أنّنا “بهذا نرى إلهنا على صلة بحزننا وألمنا، فيما يملأ الحنان قلبه… فالرب تأثّر بالموت، وهو أكبر سبب لألمنا. كم من المهمّ أن ننقل هذا الحنان عينه لكلّ مَن يحزنون على فراق أحبابهم”.
ثمّ أضاف أنّ “هذا هو أسلوب الرب: القُرب والحنان والتعاطف… يسوع لم يبدأ بوعظ المرأة عن الموت والبكاء، بل بكى هو أيضاً في الإنجيل…”
ووصل البابا بالقول إنّنا لن نكون قريبين من الرب إن تجاهلنا مَن ينعمون بحمايته، كالأرامل واليتامى والغرباء، ليبلغ النقطة الثانية: التواضع. “الأرملة واليتيم هما مِن المتواضعين، إذ وضعا رجاءهما في الرب، ولم يعتمدا على قوّتهما، بل جعلا الرب وسط حياتهما… لم يعتمدا على نفسيهما بل عليه… إنّ التواضع المسيحي هو أساس الحياة: أن نُقرّ أنّنا بحاجة إلى الله وأن نفسح له بالمجال ليعمل ونضع ثقتنا فيه”.
ثمّ ختم البابا عظته قائلاً إنّ “الله يُحبّ التواضع لأنّه يسمح له بالتواصل معنا، ولأنّه بذاته متواضع إذ نزل إلينا واتّضع. ليس متواضعاً فحسب، بل هو الاتّضاع بنفسه. وهو قال “مَن يضع نفسه يُرفَع”. مِن هنا، أذكر كلمات البابا بندكتس السادس عشر الراحل عند انتخابه: العامِل المتواضع في حقل الرب. كلّ الكرادلة والأساقفة مدعوّون ليكونوا فعلة متواضعين، وليخدموا وليس ليُخدَموا… وليضعوا ثمار كرمة الرب قبل مصالحهم. فلنطلب من الرب أن نتمتّع بنظرة حنان وتعاطف، مع قلب متواضع. ولنُصلِّ على نيّة أمواتنا الأحبّاء”.