القرّاء الأعزّاء، ننقل إليكم في ما يلي مقتطفًا من مقابلة البابا العامة مع المؤمنين يوم الأربعاء 8 تشرين الأوّل 2023:
أيها الإخوة والأخوات،
أريد اليوم أن أقدّم شخصية امرأة فرنسية من القرن العشرين، خادمة الله المكرّمة مادلين دلبريل. إنها كاتبة ومتصوّفة عاشت لأكثر من ثلاثين عامًا في الضاحية الفقيرة في باريس التي تسكنها الطبقة العاملة.
بعد أن عاشت فترة مراهقة في اللاأدرية – لم تكن تؤمن بشيء -، كانت في سن العشرين تقريبًا، عرَفت مادلين الرّبّ يسوع، بعد أن تأثّرت بشهادة بعض الأصدقاء المؤمنين. فبدأت تبحث عن الله، معبّرةً عن عطش عميق كانت تشعر به في نفسها، وأدركت أنّ ذلك “الفراغ الذي كان يصرخ فيها ويسبِّب لها القلق، كان الله الذي يبحث عنها.
كان قلب مادلين في حالة خروج دائم، وكانت تسمع صراخ الفقراء. وشعرت أنّ إله الإنجيل الحيّ كان يجب أن يُوقِد فينا نارًا تُحرِقُنا طالما لم نحمل اسمه إلى الذين لم يجدوه بعد. بهذه الرّوح، الموجّهة نحو أنَّات العالم وصرخة الفقراء، شعرت مادلين بأنّها مدعوّة إلى “أن تعيش محبّة يسوع كاملةً وحرفيًّا، من زيت السّامريّ الرّحيم إلى خلِّ الجلجلة، فتقدِّم له حبًّا بحُبّ […] لأنّه عندما نحبّه دون أيّ تحفّظ ونسمح لأنفسنا بأن يحبّنا حتّى النّهاية، تتجسّد فينا وصيّتا المحبّة الكبرى وتصيران شيئًا واحدًا.
أخيرًا، مادلين تُعلّمنا أمرًا آخر: عندما نبشّر بالإنجيل، نتقبَّل نحن أيضًا البشارة. لذلك قالت وهي تردد ما قاله القدّيس بولس: ”الويلُ لِي إن كانت البشارة بالإنجيل لا تبشّرني”. عندما نبشّر بالإنجيل، نتقبَّل نحن أيضًا البشارة. وهذه عقيدة جميلة.