قبل شهرين على نهاية السنة، يختتم البابا فرنسيس سنته بمقابلة جديدة أجرتها معه وكالة Tesla الأرجنتينيّة البارحة 14 تشرين الثاني، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت.
مِن بين أبرز ما أفصح عنه البابا، الرحلات المهمّة التي تبقّت له ليُنجزها خلال حبريّته. فلم يتردّد البابا في القول “الأرجنتين… أرغب في زيارتها. وبالنسبة إلى الرحلات الأبعد، تبقّى لي بابوا غينيا الجديدة، إلّا أنّ المسافة ستكون بعيدة جدّاً”.
بالانتقال إلى الموضوع الثاني، فقد كان الأزمات والمسيحانيّة. وقد طرحت الصحافيّة على البابا سؤالاً حول التطرّف اليميني وسواء كانت الأزمات مؤقتة أو دائمة وكيفيّة تفاديها، فأجاب البابا: “تعجبني كلمة أزمة، إذ تضمّ حركة داخليّة. لكنّنا نخرج من أزمة نحو الأعلى، ولا نخرج منها لوحدنا. والأزمات تجعلنا نكبر إن تخطّيناها. أقلق عندما تكون المشاكل مُجمَّدة إذ لا يمكن حلّها… ما يجب أن نُعلّمه للفتيان والفتيات هو كيفيّة إدارة الأزمات، لأنّ هذا يمنح نضجاً… أحياناً يتعلّق الشباب بالمعجزات والمسحاء وبفكرة أنّه يمكن حلّ الأمور بطريقة مسيحانيّة. يسوع المسيح هو الوحيد الذي أنقذنا، والآخرون هم مهرّجون مسحاء. لا يمكن لأحد أن يعد بحلّ أيّ أزمة… وإن فكّرنا بالأزمات الأخرى… هل نحن بصدد فعل شيء؟ هل نبحث عن مسيح سيأتي من الخارج لإنقاذنا؟؟ علينا أن نحلّ الصراعات بحكمة”.
من ناحية أخرى، تطرّق البابا خلال المقابلة إلى موضوع “الذكاء الاصطناعي”، مُشيراً إلى أنّه سيُكرّس له رسالتَين، إحداها ضمن رسالة اليوم العالمي للسلام 2024، والأخرى ضمن اليوم العالمي للتواصل 2024.
أمّا في ما يتعلّق بمجال الحرب، فقد دُعي البابا إلى تنمية مبدأ أطلقه بذاته، وهو مبدأ الأمن المستدام. “لا يمكننا التوصّل إلى أمن جزئي في بلد إن لم يكن هناك أمن مستدام. ولا يمكننا التكلّم عن الضمان الاجتماعي إن لم تكن هناك ضمانات شاملة. لذا أتكلّم عن الحوار الشامل والانسجام واللقاء العالمي. وعدوّ هذا كلّه هو الحرب العالميّة”.
كما وتطرّق الأب الأقدس خلال المقابلة إلى وضع الكنيسة، بعد أن ذكّر بالسينودسيّة، مُشيراً إلى نوع الكنيسة التي نحتاج إليها في زمننا. “لا يتعلّق الأمر بتغيير الأسلوب، بل بتقدّم لصالح كرامة الإنسان. وهناك أيضاً تطوّر لاهوتي وأخلاقي للعلوم الكنسيّة، بما فيها تفسير الكتابات التي تطوّرت مع الكنيسة”.
دائماً في سياق المقابلة، أجاب البابا عن سؤال مثير للاهتمام: كيف تحلّ الصعوبة التي تكمن بين التغيير وعدم فقدان جزء من هويّتك؟ “إنّ الكنيسة، عبر الحوار ومواجهة التحديات الجديدة، غيّرت الكثير من الأمور، حتّى ثقافيّاً، مثلاً كالأمور التي تتعلّق بحياة البابا. تغيّرت الكثير من الأمور وتطوّرت، لكن دائماً في الاتّجاه عينه. على الكنيسة أن تتغيّر ضمن حقيقة لا تتغيّر. بكلمات أخرى، إنّ رؤية يسوع المسيح لا تتغيّر، وعقيدة الكنيسة لا تتغيّر… على الكنيسة أن تتبدّل بفعل التحديات التي تواجهها. لذا فإنّ قلب تغييرها يكون رعويّاً، بدون إنكار ما هو جوهريّ”.