كنا قد نشرنا في وقت سابق الجزء الأوّل من مقتطفات رسالة البابا الموجّهة إلى الشبيبة التي صدرت في 14 تشرين الثاني، وننقل إليكم في ما بعد الجزء الثاني منها.
“من أين يأتي الفرح؟
“إنه ليس ثمرة الجهاد البشريّ أو البراعة أو الخبرة. إنه الفرح الذي ينشأ من اللقاء مع المسيح. الفرح المسيحي ينبع من الله نفسه، من حقيقة أن نعرف أنه يحبّنا”.
أين هو رجائي؟
أمام مآسي الإنسانيّة، وخاصّة آلام الأبرياء، نحن أيضًا، عندما نصلّي في بعض المزامير، نسأل الله: ”لماذا؟“. ويمكننا أن نكون نحن جزءًا من جواب الله. خَلَقنا على صورته ومثاله، ويمكن أن نعبِّر عن حُبِّه الذي يولّد الفرح والرّجاء حتّى حيث يبدو ذلك مستحيلًا. تتبادر إلى ذهني الشّخصيّة الرّئيسيّة في الفيلم “الحياة جميلة”، وهو أب شاب ينجح بلطفه وخياله في تحويل الواقع القاسيّ إلى نوع من المغامرة واللعبة، وبالتّالي يمنح ابنه ”عيون الرّجاء“، ويحميه من أهوال معسكر الاعتقال، ويصون براءته، ويمنع شرّ الإنسان مِن أن يقضي على مستقبله.
فكّروا في ذلك: كيف يمكننا أن نعيش من دون رجاء؟ كيف كانت ستبدو أيّامنا؟ إنّ الرجاء هو ملح الحياة اليوميّة”.
الرجاء هو النور الذي يضيء في اللّيل
“إنّ الأمر هو هكذا: لا يكتفي الله بأن ينظر بشفقة إلى أماكن موتنا أو يأن يدعونا من بعيد، بل هو يضيء في الظلمة، والظلمة لم تدركه” (راجع يو: 1: 5). “إن فكّرنا في الأمر جيّدًا، سنرى أنّ هذا هو رجاء مريم العذراء التي بقيت ثابتة عند أقدام الصليب واثقة بأنّ “النتيجة السعيدة هي قريبة”. مريم هي امرأة الرجاء وأمّ الرجاء. على الجلجلة، “على خلاف الرجاء، آمنت على الرجاء” (راجع رو 4: 18) ولم تطفئ في قلبها يقين القيامة التي أعلنها ابنها. إنها هي من ملأت صمت السبت المقدس بانتظار محبّ ورجاء، من خلال غرس الثقة في نفوس التلاميذ بأنّ يسوع سينتصر على الموت وبأنه لن يكون للموت الكلمة الأخيرة”.
الرجاء يتغذّى من الصلاة
“الصلاة هي مثل الارتفاع: في كثير من الأحيان، عندما نكون على الأرض، لا نرى الشمس لأنّ السماء مغطاة بالغيوم. إنما إن ارتفعنا إلى فوق الغيوم فسيغلّفنا النور ودفء الشمس وسنجد في هذه الخبرة اليقين بأنّ الشمس هي حاضرة ولو أنّ كلّ شيء يبدو سوداويًا.
“من هنا، أنا أدعوكم أن تختاروا أسلوب حياة مبني على الرجاء. أنا أعطيكم مثالاً: على وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أنّه من الأسهل أن نتشارك الأخبار السيئة عوض الأخبار المفعمة بالأمل. من هنا، أنا أقدّم لكم اقتراحًا ملموسًا: حاولوا أن تشاركوا كلّ يوم بعبارة أمل. كونوا زارعي أمل في حياة أصدقائكم وكلّ من هم حولكم”.
أضيئوا شعلة الأمل
“في الليل، نرى أنّ الضوء يجعلنا نرى الأمور بطريقة جديدة، وحتى في الظلمة، يظهر بُعد الجمال. والأمر سيّان بالنسبة إلى نور الرجاء الذي هو المسيح. به، بقيامته، تضيء حياتنا. ومعه، نرى كلّ شيء بيوم جديد”.
لقراءة الجزء الأوّل: