بورما: حتى الكنائس أصبحت ساحات قتال

ثوّار ميانمار يهجمون

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

“الوضع رهيب ونحن نطلب من العالم أجمع بكلّ تواضع أن يصلّي من أجلنا في هذه الأوقات الصعبة”، هذا ما كتبه شخص مجهول وأرسلها إلى عون الكنيسة المتألّمة ثمّ أعادت الرئيسة التنفيذية للجمعيّة العبارة بكونها تتلقّى هذه الرسائل: “دعونا لا ننسى الصلاة من أجل ميانمار. ومن بين الصراعات العديدة التي تعصف بالعالم حاليًا، يشعر شعب ميانمار بأنه مهجور وسط معاناته. لذلك، فإنّ تضامننا هو شعاع نور في الظلام الذي يواجهونه”.

بينما كانت البلاد تشهد عمليّة التحوّل الديمقراطيّ منذ العام 2010، عادت إلى الديكتاتورية العسكريّة في العام 2021. فأُلقيت المعارضة التاريخية أونغ سان سو كيي في السجن من جديد، وتوقّفت العمليات الديمقراطية وتمّ تكميم الصحافة. بهذه الطريقة، استعاد المجلس العسكريّ السلطة التي استعصت عليه في كلّ الانتخابات من خلال انقلابه الذي أعاد البلاد سنوات إلى الوراء. وفي العام 1990، وقع تحت سيطرة جيشه الذي رفض انتخاب أونغ سان سو تشي. وفي العام 2021، اندلعت احتجاجات عنيفة على الفور في المدن الكبرى. تمّ قمعهم بشدّة.

الكنيسة إلى جانب السكان

تشهد ريجينا لينش: “طوال السنوات الثلاث الأخيرة من الحرب الأهليّة، وقفت الكنيسة إلى جانب السكان الذين عانوا من تدمير العديد من أماكن العبادة وتهجير قرى بأكملها. وصلت المعاناة إلى نقطة حرجة، مما دفع المزيد والمزيد من المدنيين إلى البحث عن ملجأ في الكنائس التي تُعتبَر آمنة. للأسف، وردت تقارير عن حوادث مروّعة في الأماكن المقدّسة، حتى إنّ بعض الكنائس أصبحت ساحات قتال وتمّ إخلاء المؤسسات الدينية قسرًا. لقد علمنا أنّ الممتلكات الكنسيّة تعرّضت لأضرار جانبيّة في أماكن عدة، مما زاد من خطورة الوضع”.

بورما أم ميانمار؟

حتى اسم هذه المنطقة الشاسعة الواقعة بين الهند وتايلاند والصين ولاوس يثير الصراع. باسم “بورما” الذي فرضه المستعمر الإنجليزي، نبش القادة السياسيون للمجلس العسكري الحاكم المصطلح القديم “ميانمار”. واندلعت بعد ذلك “حرب الأسماء”: فقد فضّل معارضو المجلس العسكري أن يطلقوا على بلدهم اسم بورما، في حين كان يطلق على البلاد رسمياً، وخاصة في نظر الأمم المتحدة، اسم ميانمار.

وكانت كنيسة سيدة الصعود، التي بنيت عام 1894 في شانت تار، في قلب البلاد، إحدى أقدم الكنائس في بورما. لقد حوّلها الجيش البورمي النظامي إلى رماد.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير