Theresa J. Marquez - Flickr - CC BY-NC-ND

اطلبوا الله وابحثوا عنه في نفوسكم حيثُ يحلو له أن يقيم معنا وفينا

البحث عن الله

Share this Entry
” أن نطلب ” ليست كلمة أو عبارة نقولها ونردِّها أثناء الصلاة بمعرفةٍ او بدونِ معرفة ، عن وعيٍ او بدون وعي .
هذه الكلمة تحمل في ذاتها الكثير من المدلولات والتعابير . فهي تعني أن نعمل معاً وبدون  مللٍ ولا كلل  ، سعيًا وراء ملكوت الله ،  وألاّ نبقى خائفين ومكتوفي الأيدي ، بل أن نتنبّه  دائماً لحياتنا الداخليّة لكي نصحّحها كما يجب ، وأن لاّ نهتمّ بالأمور الخارجيّة لكي لا نلهوَ بها ونبتعد عن الله والقريب .
اطلبوا الله في داخلكم يقول لنا القدّيس أوغسطينُس ، لإنه يعترف أنّه لم يجد الله عندما بحث عنه خارج نفسه .
إذاً : اطلبوا الله وابحثوا عنه في نفوسكم حيثُ يحلو له أن يقيم معنا وفينا ، فهذا هو المكان الذي ينمّي فيه أبناء وخدّام الله الفضائل التي يسعون إلى ممارستها .
إذاً ، لا بدّ علينا أن نركيز على الحياة الداخليّة ، والسعي وراءها ، لأنّه من دون الحياة الداخليّة، لا يمكن نحقيق أي شيء في حياتِنا الروحية والزمنية .
فلنحوّل نظرنا إذًا نحو حياتنا الداخليّة ، نحو قلبنا وضميرنا . ولنطلب مجد الله وملكوت يسوع المسيح .
ربما نتسأل ونقول : لدينا الكثير من الاشغال والأعمال في المنزل وفي المكتب ، في المدينة وفي الحقول . فالعمل يلاحقكنا في كل زمانٍ و مكان فلنسأل : ” هل يجب أن نترك هذه الأمور كلّها لكي نفكّر في الله وحده ؟ “.
كلاّ، ولكن يجب أن تقدّس هذه الانشغالات من خلال البحث عن الله فيها ، وأن نؤدي هذه المهام بقدسيةٍ وضمير حيٍّ وصافٍ ونقي لكي نجد فيها الله .
لذلِكَ  أراد ربّنا يسوع المسيح أن نسعى قبل كلّ شيء وراء مجده وملكوته وبرّه ، ولهذا السبب يريدنا أن نحقّق جوهر حياتنا الداخليّة وإيماننا وثقتنا وحبّنا وممارساتنا الإيمانيّة وأعمالنا وآلامنا على مرأى من الله ومن ربّنا يسوع الذي يسود على حياتنا .
وعندما نسعى وراء مجد الله ، نضمن أنّ كلّ تلك الأشياء سَتُزاد لنا .
+ المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك
Share this Entry

المطران كريكور أغسطينوس كوسا

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير