Saint Charles De Foucauld, Vatican.Va 20051113

من هو القديس شارل دو فوكو؟

عيده في الأوّل من كانون الأوّل

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

وُلد شارل دي فوكو عام ١٨٥٨ في ستراسبورغ-فرنسا، من عائلة مسيحيَّة ثريَّة. آلمه اليُتم إِذ فقد أُمّه ومن ثمَّ أَبيه في حين لم يبلُغ أَعوامه الستَّة.
في خلال فترة المراهقة التي عاشها بِصعوبة فَقَدَ إِيمانه، وربَّما من أَجل طرد الحزن الذي كان يحمله في داخله، غاص في حياة اللهو والطيش.ضابط بِعمر الإِثنين والعشرين، أُرسِل إِلى الجزائر. بعد ثلاث سنوات، ترك الجيش الفرنسي وقام بِرحلة إِستكشاف للمغرب إِتَّسمَت بالخطورة.
في صحراء المغرب إِلتقى بالمُسلمين وتأَثَّرَ بطريقة صلاتهم، فكان إِيمانهم بالله مِثل هزَّةٍ له، خلقت لديه التساؤل بالنسبة لإِيمانه هو، وصار يردِّد هذه الصلاة: ‘ إِن كنتَ موجودًا يا رب إِجعلني أَعرِفُكَ ‘.
عندما عاد إِلى فرنسا، تأَثَّر بحرارة استقبال عائلته له، فبدأَ بالبحث والتقى بواسطة العناية الإِلهيَّة بالأَب هوفلان الذي سَيُصبح بالنسبة إِليه المرشد والصديق.
في أَواخر شهر تشرين الأَوَّل ١٨٨٦، بِعمر ٢٨ سنة، إِعترف واهتدى.
ذهب إلى الأَراضي المقدَّسة في زيارة حج، وهناك جذَبتهُ حياة يسوع البسيطة والمتواضعة في الناصرة، حيث يَتجلَّى سر الله وحبّه لكلّ إِنسان، وأَحبَّ أَن تكون نهجًا لحياته.
فَصار يبحث مع مرشده كيف يُعطي حياته كلّها لله، على خطى يسوع الناصري. دخل عند الآباء السُكوتيِّين وبعد سبع سنوات إِنتقَل لِيعيش حياة منفردة في الناصرة عند راهباتالقدِّيسةكلارا.
أَصبح كاهنًا في ٩ حزيران ١٩٠١، وبمساعدة مرشده قرَّرَ أَن يعود لِيعيش في صحراء الجزائر بين القبائل المُنعزلة والفقيرة كَواحِدٍ منهم.
عاش بِصمت الصحراء حياة صلاةٍ وتأَمُّل. كان يقضي ساعات طويلة أَمام القربان المقدَّس، وفي الوقت نفسه كان حاضرًا دائمًا حضور الأَخ والصديق لكل شخص يطرق بابه، وهكذا شَقَّ الأَخ شارل طريقًا جديدًا من الحياة الرهبانيَّة، حياة تجمع بين الصلاة والوِحدة مع الله، ومشاركة الناس حياتهم، خاصة الفقراء والمتروكين. عاش حياة صلاة وعمل، حياة ليست بعيدة عن العالم، مثل يسوع في الناصرة.
شهد الأَخ شارل للأُخُوَّة الشاملة وبَشَّرَ بها. هو فرنسي عاش مع العرب، هو مسيحي عاش مع المسلمين، هو غني صار فقيرًا، وهكذا أَزال كل الحواجز السياسيَّة والعرقيَّة والإِجتماعيَّة وحتَّى الدينيَّة.
مات الأَخ شارل في صحراء الجزائر في ١ كانون الأَوَّل من عام ١٩١٦ بِعمر ٥٨ سنة. مات وحيدًا، وموته هذا لم يكُن إِلَّا تجسيدًا حقيقيًا لآية الإِنجيل: ‘ إِنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ التِّي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُت تَبقَى وَحدَها. وإِذا مَاتَت أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا’ ( يو ١٢/ ٢٤).
لقد نَمَت حبَّة الحنطة وأَعطَت ثمارًا كثيرة. فبعد موت الأَخ شارل بِفترة قصيرة ظهرَت جماعات روحيَّة تَشبَّعَت من روحانيَّته ومشَت على خُطاه. واليوم هناك أَكثر من ٢٠ جماعة روحيَّة في العالم تنتمي إِلى روحانيَّة الأَخ شارل، من كهنة وعلمانيِّين ورهبان وراهبات.
إِعتَرفَت الكنيسة بهذه الجماعات وأَيَّدَت القِيَم الروحيَّة التي عاشها الأَخ شارل خصوصًا أَنَّها باتت من متطلِّبات عصرنا اليوم.
أُعلِنَ الأَخ شارل طوباويًا في ١٣ تشرين الثاني ٢٠٠٥، ثُمَّ قدِّيسًا في ١٥ أَيار ٢٠٢٢.
صلاته معنا ✝️

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير