بدأ فصل الشتاء واقتربنا من العطلة المدرسية، فبعد الانتهاء من اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول، تأتي العطلة، يميل العديد من الطلاب إلى استخدام إجازتهم كوقت للراحة والاسترخاء بعد تحمّلهم بالفعل الجوانب الأكثر تحديًا في العام الدراسي، بدء العام الدراسي، التكيّف مع معلّمين جدد، مراجعة المواد التي تعلمها سابقًا، مواد أكاديمية جديدة، والتواصل مع أصدقاء جدد، يُعد الحصول على استراحة بعد ذلك أمرًا ضروريًا للطلاب لمنح عقولهم بعض الراحة والاسترخاء التي تحتاجها بشدة. إنه شيء يستحقّونه بعد التغلّب على هذه العقبات، فضلاً عن الاستمتاع بشعور الإنجاز لإنهاء فصل دراسي طويل.
عطلة الشتاء هي الوقت الذي يساعد على إنعاش العقل والجسد والروح لدى الطلاب، هي استراحة للطالب قبل بدء الفصل الدراسي التالي، لضمان عودتهم إلى المدرسة بذهن صافٍ وبطريقة إيجابية متجدّدة.
وفي حين أنّ الاسترخاء ضروري خلال هذه الفترة، فمن الممكن أيضًا قضاء فترة عطلة ممتعة ومثمرة والاستفادة القصوى من هذا الوقت. فالعقل مثل العضلة، تمامًا مثل أي عضلة أخرى، فهي تحتاج إلى النشاط والتدريب لأداء فعّال. هنا سيتمّ ذكر بعض الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها للمساعدة في إنعاش عقل طفلك وجسده وروحه استعدادًا للعودة إلى المدرسة بعد عطلة الشتاء:
- قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء: تُعدّ عطلة الشتاء وقتًا ثمينًا للطلاب وعائلاتهم لإعادة التواصل والمشاركة وإنشاء ذكريات رائعة معًا. يمكن أن تساعد فترات الراحة والعطلات في تعزيز الروابط الأسرية، وتحسين التواصل بين أفراد الأسرة بشكل كبير، حيث تُتيح عطلة الشتاء المجال للطلاب للتفاعل مع أسرهم، ممّا يسمح لهم بتحسين علاقاتهم. كما تُعدّ عطلة الشتاء أيضًا الوقت المناسب للتواصل مع الأصدقاء، ممّا يسمح للطلاب بالخروج ومواصلة الخطط التي تم تأجيلها لعدة أشهر بسبب المدرسة، فطوال العام الدراسي يشعر الطلاب غالبًا بأنهم غارقون في الدراسة وغير قادرين على الخروج والاستمتاع.
- الحفاظ على الجدول الزمني: في حين أنّ الأجواء الباردة وقلّة الالتزامات خلال عطلة الشتاء قد تجعل الآباء والأطفال يتطلّعون إلى النوم والكسل، فإنّ المتخصّصين في تنمية الأطفال يشجّعون الآباء على التأكّد من أنّ الأسرة تحافظ على جدولها الزمني المنتظم أثناء تواجد الأطفال خارج المدرسة لقضاء العطلات. لا تساعد الإجراءات الروتينية في توفير شعور بالأمان للأطفال وتساعدهم على تطوير شعور قوي بالانضباط الذاتي فحسب، بل تضمن الصحة الفسيولوجية والنفسية المثالية، إذا كنت تسعى إلى تحقيق أقصى قدر من الفوائد المرتبطة بالاستراحة من المدرسة، فيجب أن يكون الحفاظ على جدول زمني محدد على رأس أولوياتك.
- تشجيع التعلّم في العالم الحقيقي: اسأل أي طفل عمّا يريد أن يتعلّمه خلال عطلة الشتاء، ومن المؤكّد أنه سيجيب بـ “لا شيء”، وذلك لأنهم يربطون التعلّم بالغرفة الصفية، تحتاج عقولهم إلى استراحة من بيئة التعلّم النمطية، ومع ذلك، يجب ألا يتوقف التعلّم أبدًا، من أجل تحقيق أقصى استفادة من عطلة الشتاء، يجب عليك أن توفّر للطفل فرص التعلم في العالم الحقيقي، لتعليم متعة العطاء وزيادة التعاطف مع الآخرين مثلًا يمكنك تشجيعهم على التطوّع، أو اطلب منهم المساعدة في الأعمال المنزلية، أو حتى اطلب منهم مساعدتك في التسوّق. الاحتمالات لا حصر لها عندما يتعلّق الأمر بالتعلّم في العالم الحقيقي خلال العطلة.
- تشجيع الإبداع: عطلة الشتاء هي الوقت المثالي لتشجيع الإبداع. قد تطلب من الطفل أن يرسم صورًا أو يلوّن عندما يكون الجو باردًا جدًا بحيث لا يتمكن من قضاء الكثير من الوقت في الخارج، أو اطلب منه مساعدتك في اختيار بعض الأشياء من البيت للتبرّع بها للجمعيات الخيرية، أو ببساطة اجعلهم يشاركون في هواية إبداعية. يسمح الإبداع للدماغ بتطوير مهارات التفكير النقدي، وشحذ التركيز، وتحسين الذاكرة، ويساعد على تحسين مهارات الإدراك.
كما ذكرنا سابًقا عطلة نهاية الفصل الدراسي الأول هي بمثابة تحديث لعقول الطلبة، ليحصل الطالب على قسط جيّد من الراحة قبل بدء الفصل الدراسي الثاني. يمكن أن تعمل هذه العطلة أيضًا على تنشيط الطلاب وتحفيزهم، بحيث يكونون مستعدّين للتعلّم والنمو عند عودتهم إلى المدرسة. إنها فرصة للحصول على بعض الراحة التي هم في أمس الحاجة إليها. بعد ذلك، يمكن للطلاب العودة إلى الفصل الدراسي الثاني مليئين بالقوة والإلهام. فصل جديد يعني تجارب جديدة، ودروس جديدة، وأنشطة جديدة، وبداية جديدة.