في 26 كانون الثاني 2024، اختبرت الكنيسة الكاثوليكية في الفليبين يوماً تاريخياً مع ليتورجيا إعلان كاتدرائية أنتيبولو Antipolo كمزار دولي من قبل السفير البابوي المطران تشارلز جون براون، عاونه أساقفة آخرون، وبحضور 80 مطراناً والسيّدة الأولى الفليبينية لويز أرانيتا ماركوس، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت.
في التفاصيل، يضمّ المزار تمثالاً قديماً للعذراء تمّ إحضاره من المكسيك خلال القرن السابع عشر، وهو يُكرَّم باسم “سيّدة السّلام والرحلات السالِمة”. لهذا السبب، يحبّه مهاجرو الفليبين في العالم أجمع.
ومع اعترافٍ من الفاتيكان لقبول طلب مؤتمر أساقفة الفليبين الكاثوليك سنة 2021، أصبحت كاتدرائية أنتيبولو أوّل مزار دولي في الفليبين وسائر جنوب شرق آسيا. حاليّاً، هناك 3 مزارات دوليّة أخرى في شرق آسيا، والمزار الفليبيني المذكور هو الوحيد المتّصل بالعبادة المريمية.
نُشير هنا إلى أنّ الكاتدرائية بُنيت سنة 1632 كمزار لعذراء أنتيبولو، وهي صورة أحضرها الحاكِم خوان نينيو دي تابورا من أكابولكو (المكسيك). وعلى الرغم من الضرر الذي تسبّبت به الهزّات الأرضيّة المتكرّرة، أصبح المكان مقرّ حجّ خلال الاستعمار الإسباني. وحتّى الشاب خوسي ريزال (بطل الفليبين المحلي) ذكر في مفكّرته أنّه زار المكان كحاجّ مع والده سنة 1868.
أمّا لقب “سيّدة السلام” الذي أُطلِق على المزار فهو على علاقة بأحداث الحرب العالميّة الثانية المؤلِمة، عندما حوّلت قوى الاحتلال اليابانيّة المكان إلى ترسانة سنة 1944، فيما المسؤول عن السكرستيا بروكوبيو أنجلس حافظ على صورة العذراء عبر إخفائها تحت الأرض في برميل للنفط. ومِن هناك، أُخِذَت إلى كنيسة كويابو في مانيلا، فنَجَت من القصف الأميركي. وبعد ان أُعيد إعمارها بعد الحرب، أُعلِنت الكنيسة مزاراً وطنياً سنة 1954، لتُصبح بعد ذلك كاتدرائية، مع إنشاء أبرشيّة أنتيبولو سنة 1983.