يوم الاثنين 29 كانون الثاني، نشرت الجريدة الإيطاليّة La Stampa مقابلة مع البابا فرنسيس تطرّق خلالها الأخير إلى عدد مِن المشاكل الحاليّة المتعلّقة بالاهتمامات العامّة، كما أورد الخبر القسم الإنكليزي من زينيت. ومن بين هذه المواضيع، مباركة الثنائيين المثليين، اختبار الوِحدة وإمكانيّة الانقسام.
فيما يتعلّق بالبركة، قال البابا إنّ “بعضهم يسألونني كيف ذلك؟” فأجيب: “يطلب الإنجيل تقديس الجميع. بالطبع، طالما أنّ هناك إرادة حسنة. من الضروري إعطاء التعليمات بشأن الحياة المسيحيّة (أصرّ على أنّ هذا الاتّحاد ليس مُبارَكاً، فيما الأشخاص هم مَن يتلقّون البركة). لكنّنا جميعاً خطأة. فلماذا نضع لائحة بالخطأة الذين يمكن أن يكونوا في الكنيسة، ولائحة بالخطأة الذين لا يمكنهم أن يكونوا في الكنيسة؟ هذا ليس ما ينصّ عليه الإنجيل”.
في سياق متّصل، وبما أنّ البابا تكلّم (في 14 كانون الثاني خلال برنامج تلفزيوني إيطالي) عن الوحدة في اتّخاذ القرارات، وكذلك في إطار الوثيقة حول مباركة الثنائيّين المثليّين، أجاب عن سؤال طُرِح عليه حول شعوره بالوحدة.
“إنّ الوحدة متقلِّبة كالربيع: في ذاك الموسم، قد يكون هناك يوم جميل مُشمس مع سماء زرقاء ونسيم عليل؛ بعد 24 ساعة، قد يُصبح الطقس سيّئاً. نختبر جميعاً الوحدة ومَن يقول “لا أعرف معنى الوحدة” هو شخص يفتقد شيئاً. علاوة على كلّ ذلك، عندما أشعر بالوحدة، أصلّي. وعندما أشعر بالتوتّر من حولي، أحاول إقامة حوارات بهدوء، ثمّ أتقدّم يوماً بعد يوم”.
بعد ذلك، تطرّق البابا إلى موضوع “الثورة” التي برزت بعد نشر وثيقة Fiducia Supplicans (مباركة الثنائيين المثليين) – حتّى الآن، هناك قارّة بأكملها رفضت تطبيق الوثيقة وهناك على الأقلّ 48 مؤتمراً أسقفياً وأبرشيّة وأساقفة اعترضوا على الأمر بطريقة أو بأخرى – قائلاً: “مَن يعترضون بشدّة ينتمون إلى مجموعات إيديولوجيّة صغيرة. الأفريقيون قضيّة منفصلة: بالنسبة إليهم، المثليّة شيء “بشع” من وجهة النظر الثقافية، ولا يحتملونها. لكن بالإجمال، أعتقد بأنّ كلّ شيء سيهدأ تدريجياً، نظراً إلى روح الوثيقة التي تريد التضمين وليس التقسيم. تدعونا الوثيقة إلى أن نعهد بالأشخاص وبذواتنا إلى الله. لطالما كانت هناك في الكنيسة مجموعات تُصدر ردّات فعل انقساميّة… علينا أن نتركها تفعل ذلك ونعبر عن الموضوع ونتطلّع إلى الأمام”.
كانت هذه المرّة الثالثة التي تطرّق خلالها البابا فرنسيس إلى موضوع مباركة المثليّين علناً، مع الإشارة إلى أنّ المرّة الأولى سُجِّلَت بتاريخ 14 كانون الأوّل خلال مقابلة على التلفزيون الإيطالي، والمرّة الثانية خلال كلمته التي ألقاها على مسامع أعضاء دائرة عقيدة الإيمان، لمناسبة انعقاد جمعيّتهم العموميّة.