ترأّس البابا فرنسيس يوم الأحد الفائت في 11 شباط بالقداس الإلهي للاحتفال بقداسة الأرجنتينية ماريا أنطونيا للقديس يوسف، المعروفة باسم “ماما أنتولا”، وذلك في بازيليك القديس بطرس. وقد تطوّبت في 27 آب 2016 بحسب ما ذكر موقع زينيت، القسم الفرنسي.
نُشر مرسوم المعجزة المنسوبة إلى شفاعة هذه المرأة العلمانية المكرَّسة في تشرين الأوّل 2023. ويتعلّق الأمر بالسيّد كلاوديو، الذي وُلد في العام 1959، وأُصيب بسكتة دماغية، وكان تشخيصه النهائي بأنه دخل في حالة الغيبوبة النهائية. واليوم، هذا الأرجنتيني يعيش حياة عاديّة.
وُلدت في العام 1730 في سيليبيكا، شمال الأرجنتين، وهي شخصية شعبية. وقد ساهمت هذه المبشرة العظيمة بنشر الرياضات الروحية للقديس إغناطيوس. ومن خلال ذلك، أرادت أن تتيح أمام الجميع فرصة التعرّف إلى يسوع.
في سنّ الخامسة عشرة، أرادت ماريا أنطونيا العمل ضمن جماعة في وقت كانت الحياة الرهبانية للنساء تقتصر على الحياة المحصّنة لذلك قررت أن ترتدي رداءً أسود والعيش مع نساء أخريات، كان يطلق عليهنّ “Beates” لذا شرعت بمساعدة الكهنة وتعليم الأطفال الخياطة ورعاية المرضى وتوزيع الصدقات.
في العام 1767، بعد إبعاد اليسوعيين وإغلاق المراكز اليسوعية، بحثت ماريا أنطونيا على إقامة خلوات إغناطية. ولكي تعرّف الجميع عليهم بدأت تسير حافية القدمين في المدن القريبة والبعيدة وتدقّ على الأبواب. في الوقت نفسه، كانت تنشئ بيوتًا تتمّ فيها الخلوات الإغناطية.
وصلت إلى بيونس آيرس، حيث سارت مسافة 1400 كلم ولاقت الرياضات الروحية نجاحًا كبيرًا بالرغم من المخاطر العديدة التي يتكبّدها السفر سيرًا على الأقدام. استمرّت بالتقدّم، كامرأة قويّة ومثابرة. كتبت: “أنا أرى أنّ العناية الإلهية تنقذني على الدوام حتى أتابع في مسيري، وأنا أختبر ثمارها يومًا بعد يوم”.
وهكذا كانت تعطي “ماما أنتولا” الكثير من الطاقة لتعزيز الرياضيات الروحية وسمحت للعديد من الأشخاص المنحدرين من طبقات اجتماعية مختلفة من المشاركة فيها. توفيت في 7 آذار في العام 1799، عن عمر ناهز 69 عامًا. أثناء موتها، قُدّر ما بين 70 ألف و80 ألف شخص استفاد من الرياضات التي كانت تنظّمها. وكتبت هذه المرأة الجريئة: “أنا أتمنى أن أسير إلى أماكن غير معروف فيها الله حتى أخبر عنه”.