اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ.يع4 :8
يُنَادِينَا اَللَّهُ بِقَوْلِهِ ” اِقْتَرَبُوا إِلَى بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ اِقْتَرَبَ إِلَيْكُمْ “.
الرَّبُّ قَرِيبٌ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِصِدْقٍ، يُجِيبُ سُؤْلَ جَمِيعِ خَائِفِيهِ، وَيَسْمَعُ تَضَرُّعَهُمْ فَيُخَلِّصُهُمْ
رِسَالَةٌ وَاضِحَةٌ وَدَعْوَةُ صَرِيحَةٌ لِلِاقْتِرَابِ مِنْهُ.
كَمٌّ نَحْنُ بِحَاجَةِ اَلْهَذَا اَلتَّقَرُّبِ مِنْ اَللَّهِ اَلْخَالِقِ فَهُوَ مُنْذُ أَنْ خَلَقَ الْإِنْسَانَ وَيَدْعُوهُ دَايْمَا أَنْ يَكُونَ قَرِيبٌ مِنْهُ وَاضِعًا نُصْب عَيَّنَهُ لِأَجَلِ حِفْظِ وَسَلَامَةِ اَلْإِنْسَانِ .
اَلْإِنْسَانُ اَلْقَرِيبُ مِنْ اَللَّهِ هُوَ دَائِمًا قَرِيب مِنْ فِعْلِ اَلْخَيْرِ وَالتَّفَكُّرِ فِيهِ وَبَعِيدٌ كُلَّ اَلْبُعْدِ عَنْ اَلتَّفْكِيرِ فِي اَلشَّرِّ أَوْ اَلتَّفْكِيرِ فِي اَلسُّوءِ اِرْتِكَابَ اَلْمَعَاصِي .
مِثْلٌ هَذَا اَلْإِنْسَانِ اَلْقَرِيبِ مِنْ اَللَّهِ قَلْبَهُ مُمْتَلِئٌ حُبًّا سَلَامًا يَحْيَا اَلْمَلَكُوتُ وَهُوَ هُنَا عَلَى اَلْأَرْضِ يَعِيشُ حَيَاةً هَانِئَةً هَادِئَةً يُحِبُّ اَلْجَمِيعُ وَالْجَمِيعُ يُحِبُّه.
كُنَّ قَرِيب مِنْ اَللَّهِ يَكُونُ اَللَّهُ قَرِيبٌ مِنْكَ وَتَكُونُ أَنْتَ قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ .
فِيهِ كَانَتْ اَلْحَيَاةُ ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورًا لِلنَّاسِ ، لِأَنَّهُ هُوَ اَلنُّورُ اَلْحَقِيقِيُّ اَلْآتِي إِلَى اَلْعَالَمِ بِحَيَاةٍ أَفْضَلَ وَأَوْفَرَ .
أَنَا هُوَ اَلطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ يُو 14 / 6 .
مَعَهُ وَبِهِ وَفِيهِ ، مَعَ رَبِّ اَلْحَيَاةِ ، اَلْمَوْتُ حَيَاةً ، وَبِدُونِهِ اَلْحَيَاة مَوْت . بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجِدُ .
هَلْ نَحْنُ نَحْيَا حَقًّا ؟
مَتَّىْ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَحْيَا فِيهِ ؟
هُوَ دَعَانَا أَنْ نَتَّبِعَهُ مُعَرِّفًا نَفْسُهُ بِأَنَّهُ اَلطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ ، لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَضَعَ اَقَامْنَا لَا بَلْ حَيَاتُنَا عَلَيْهِ لِنَبْقَى فِيهِ ، وَمُعْلِنًا عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ اَلنُّورُ لِذَا قَالَ سَيَّرُوا فِي اَلنُّورِ مَدَامُ لَكُمْ اَلنُّورُ . مِنْ يَتْبَعُنِي لَا يَمْشِي فِي اَلظَّلَامِ . إِنَّهُ اَلْحَقُّ ، وَقَالَ تَعْرِفُونَ اَلْحَقُّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ ، هُوَ اَلْحَيَاةُ ، مِنْ أَمْنِ بِي وَإِنْ مَاتَ فَسَيَحْيَا ، اَلْيَوْمُ نَسْأَلُ أَنْفُسُنَا مَتَّىْ نَحْنُ حَقًّا نَحَّيَا فِيهِ . أَكِيد كُلَّ شَخْصِ مِنَّا عِنْدَهُ جَوَابٌ يَغْتَنِي مِنْهُ اَلْإِنْسَانُ اَلْآخَرُ وَلَكِنْ بِالْمَبْدَأ اَلْعَامِّ أَسْتَطِيعُ اَلْقَوْلُ بِأَنَّهُ يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْيَا حَقًّا فِيهِ عِنْدَمَا : نَتَصَالَحُ مَعَهُ وَمَعَ ذَاتِنَا وَالْآخَرِينَ . عِنْدَمَا نَمْلِكُ إِيمَانٌ نَحَّيَا بِهِ وَنَعْمَلُ عَامِلاً جَدِيرًا بِحَيَاتِنَا ، عِنْدَمَا نَعْرِفُ أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ كُلِّ لَحْظَةٍ مِنْ لَحَظَاتِ حَيَاتِنَا وَنَسْتَثْمِرُهَا لِلْخَيْرِ دُونَ أَنْ نُهْدِرَهَا .
لِمَا نَتَعَلَّمُ نَرْبَحُ قَلِيلاً وَنَصْرِفُ أَقَلَّ مِمَّا نَرْبَحُهُ ، وَنَجْمَعُ قُوَانَا كُلَّهَا لِمَدِّ يَدِ اَلْمَعُونَةِ لِحَمْلِ أَثْقَالِ اَلْآخَرِينَ وَمُشَارَكَتُهُمْ اَلْفِعْلِيَّةُ فِيمَا يَحْيَوْنَهُ .
نَحَّيَا فِيهِ عِنْدَمَا نَعْرِفُ أَنْ نَخْتَارَ أَصْدِقَائِنَا بِدِقَّةِ وَنَحْتَفِظُ بِصَدَقَتِنَا لَهُمْ بِالرَّغْمِ مِنْ كُلِّ اَلظُّرُوفِ وَلَحَظَاتِ اَلضَّعْفِ . ” لِنُصَلِّيَ مَعًا ”
“ وَصَلَاةِ اَلْإِيمَانِ تَشَفِّيَ اَلْمَرِيضِ ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ ، وَإِنَّ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِّيَّةً تَغْفِرُ لَهُ ( يَعِ 5 / 15) ”
أَيُّهَا اَلرَّبُّ يَسُوعْ اَلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءِ طَبِيبِ نُفُوسِنَا وَشَافِي أَمْرَاضُ لِأَجْسَادِنَا إِنِّي أُؤْمِنُ بِكَ أَنَّكَ حَيٌّ عَلَى اَلدَّوَامِ تَعْمَلُ اَلْمُعْجِزَاتُ ، تَشَفِّي اَلْمَرْضَى تُطْعِمُ اَلْجِيَاعَ ، تَغْفِرَ اَلْخَطَايَا وَتُقِيمُ اَلْمَوْتَى.
أَنْتَ أَنْتَ هُوَ اَلْحَاضِرُ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، وَمَالْىَءْ اَلْكُلَّ بِنِعْمَةِ رُوحِكَ اَلْقُدُّوسُ ، حَاضِر مَعَنَا وَفِينَا ، حَاضِر فِي وَسَطِ اَلْجَمَاعَةِ اَلْمُؤْمِنَةِ بِكَ فِي وَسَطِنَا ، وَهَا نَحْنُ كَجَمَاعَةٍ مُؤْمِنَةٍ بِكَ نَصْرُخُ نَحْوُكَ يَقُولَنَا نُسَبِّحُكُ ، تُبَارَكَكَ ، نَسْجُدُ لَكَ وَنَضْرَعُ إِلَيْكَ ، وَنَعْبُدُكُ ، ، نَحْمَدُكُ رَبُّنَا شَاكِرِينَ إِيَّاكَ عَلَى كُلِّ أَحْوَالِنَا ظُرُوفُنَا وَبِالْأَكْثَرِ فِي حَالَةِ اَلْمَرَضِ وَالْوَجَعِ لِأَنَّكَ أَنْتَ هُوَ اَلْحَيَاةُ وَكَمَالُهَا ، أَنْتَ هُوَالْقِيَامَة وَالْحَقُّ وَأَنْتَ اَلْحَيَاةِ اَلطَّرِيقِ أَنْتَ ، يَا رَبٌّ ، شِفَاءُ اَلْمَرْضَى وَعَزَاءِ اَلْمَحْزُونِينَ ، وَرَجَاءُ اَلْيأِيسِينْ مَعُونَةً اَلْمَعُوزِينَ.
نَسْأَلُكُ أَنَّ تِتْحَنَنْ عَلَى كُلٍّ مِنْ يَطْلُبُونَ اِسْمُكَ وَيَضَّرَّعُونَ إِلَيْكَ ، وَنَسْأَلُكُ لِأَجَلِ اَلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ فِي جَسَدِهِمْ بِأَمْرَاضِ أَوْجَاعٍ وَعَاهَاتٍ وَمِنْ أَجْلِ كُلِّ اَلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ فِي قَلْبِهِمْ بِجِرَاحَاتٍ وَإِهَانَاتٍ ، وَاَلَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ فِي رُوحِهِمْ ، بِسَبَبَ اَلْخَطِيئَةِ وَعُبُودِيَّتِهِمْ لَهَا وَوَقَّعَهُمْ فَرِيسَةٍ فِي أَيْدِي إِبْلِيسِ أَسْأَلْكُ أَنْ تَشْمَلَهُمْ جَمِيعًا بِرَحْمَتِكَ ، وَعَفْوُكَ ، وَشِفَاءَكَ وَتْحَنْنَكْ وَغُفْرَانُكَ .
أَسْأَلُكُ اَلْآنَ رَبَّنَا مِنْ أَجْلِهِمْ ، جَمِيعُهُمْ أَنَّ تَبَارُكَهُمْ ، تِشُفِيهْمْ ، تَضمُدَ جِرَاحَهُمْ تُعِيدُ إِلَيْهِمْ اَلصِّحَّةُ وَالْعَافِيَةُ ، وَتَتَعَهَّدَهُمْ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّأفُكْ كُلَّهُمْ ، كَيٌّ يَنْمُوا فِيهِمْ بَرُّ اَلْإِيمَانِ وَحَيَاةِ اَلتَّقْوَى وَيَلْمِسُوا عَجَائِبَ حُبِّكَ ، لِيَكُونُوا شُهُودًا لَحْبَك وَلِقُدْرَةِ شِفَائِكَ وَرَحْمَةٍ وَغُفْرَانُكَ .
أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ رَبِّي يَسُوعْ ، بِحَقِّ صَلِيبِكَ اَلْمُقَدَّسِ وَشَفَاعَةُ أُمِّنَا اَلْعَذْرَاءِ اَلْقِدِّيسَةِ مَرْيَمْ وَجَمِيعُ صُفُوفِ اَلْقِدِّيسِينَ أَنْ تَشْمَلَهُمْ تَشْمَلُنَا بِحُبِّكَ وَتَظَلَّلَ عَلَيْنَا بِسَتْرِ جَنَاحَيْكَ أَشْفِينَا جَمِيعًا فِي جَسَدِنَا فِي قَلْبِنَا بِسِلْمٍ جُرُوحَاتِ نُفُوسَنَا وَأَفُضُّ فِينَا رُوحُكَ اَلْقُدُّوسُ لَكَ كُلِّ اَلْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ وَالْعِزَّةِ وَالسُّلْطَانِ إِلَى اَلْأَبَدِ . أَمِينٌ
آبُ أَنْطُونْيُوسْ مَقَارَّ إِبْرَاهِيمْ
رَاعِيَ اَلْأَقْبَاطِ اَلْكَاثُولِيكِ فِي لُبْنَانَ