مِنْ تُرْبَةِ اَلْفَشَلِ إِلَى تُرْبَةِ اَلنَّجَاحِ:
اَلْأَبِ أَنْطُونْيُوسْ مَقَارَّ إِبْرَاهِيمْ رَاعِيَ اَلْأَقْبَاطِ اَلْكَاثُولِيكِ فِي لُبْنَانَ.
مِثْلٌ اَلزَّارِعِ
فِي هَذَا اَلْمَثَلِ أَمَامَنَا ثَلَاثَ حَالَاتٍ مِنْ اَلْفَشَلِ وَحَالَةِ وَاحِدَةٍ مِنْ اَلنَّجَاحِ وَلَكِنْ لَا نَنْسَى أَنَّ اَلرَّبَّ يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ شَدَّدَ كَثِيرًا عَلَى أَنَّ اَلْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ وَهَا نَحْنُ اَلْيَوْمَ أَمَامَ هَذِهِ اَلْحَاجَةِ وَهِيَ أَنْ نَضَعَ ثِقَتُنَا وبَذَارْنَا فِي حَالَةِ اَلْأَرْضِ اَلْجَيِّدَةِ كَيْ يَكُونَ لَنَا اَلنَّصِيبُ اَلصَّالِحُ يُشِيرُ اَلْقِدِّيسْ لُوقَا اَلْإِنْجِيلِيَّ وَمُرْقُسْ أَيْضًا عَلَى أَنَّ اَلزَّارِعَ خَرَجَ لِيَزْرَعَ وَفِيمَا هُوَ سَائِرٌ إِلَى حَقْلِهِ سَقَطَ بَعْضُ اَلْحُبُوبِ عَلَى اَلطَّرِيقِ وَجَاءَتْ إِلَيْهِ اَلطُّيُورُ وَالْتَقَطَتْهُ فَاكِلْتَهْ قَبْلُ أَنْ يَتَفَاعَلَ مَعَ اَلْأَرْضِ وَهَذِهِ هِيَ أُولَى حَالَتْ اَلْفَشَلَ اَلَّتِي تَعَرَّضَ لَهَا اَلزَّارِعُ ، وَبَيْنَمَا هُوَ سَائِرُ أَيْضًا هَذَا اَلزَّارِعِ حَامِلاً اَلْبَذَّارْ سَقَطَ مِنْهَا اَلْبَعْضَ عَلَى أَرْضٍ حَجَرِيَّةٍ نَمَتْ كَثِيرًا وَلَكِنَّهَا سُرْعَانَ مَا اِحْتَرَقَتْ لِأَنَّهَا أَرْضٌ صُلْبَةٌ صَخْرِيَّةٌ وَكَانَتْ هُنَا اَلْحَالَةَ اَلثَّانِيَةَ لِلْفَشَلِ . أَمَّا عَنْ اَلْحَالَةِ اَلثَّالِثَةِ وَهِيَ سُقُوطُ بَعْضِ اَلْبَذَّارْ بَيْنَ اَلْأَشْوَاكِ فَنَمَتْ وَلَكِنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ اَلِاسْتِمْرَارَ نَظَرًا لِأَنَّهَا خَنَقَتْ مِنْ اَلْأَشْوَاكِ .
إِخْوَتِي اَلْأَحِبَّاءَ كَامْ مِنْ مَرَّةٍ نَحْمِلُ بَيْنُ أَيْدِينَا بَذَّارْ اَلتَّطَلُّعُ إِلَى اَلْمُسْتَقْبَلِ سَوَاءٌ بِالسَّعْي إِلَى اَلنَّحَّاجْ فِي اَلْمَدْرَسَةِ أَوْ اَلْجَامِعَةِ أَوْ اَلْعَمَلِ أَوْ فِي مَشْرُوعِ اَلْحَيَاةِ بِجَوَانِبِهَا اَلْمُتَعَدِّدَةِ وَكَمَّ مِنْ مَرَّاتٍ بَذَّارْ اَلتَّطَلُّعُ هَذِهِ تَعْتَرِضهَا بَعْضُ اَلْحَالَاتِ اَلَّتِي لَاتْرِتْكَزْ عَلَى أَسَاسِ كَحَالَةِ اَلْحُبُوبِ عَلَى اَلطَّرِيقِ أَوْ اَلْأَرْضِ اَلْمُتَحَجِّرَةِ أَوْ اَلْأَشْوَاكِ اَلَّتِي غَالِبًا مَا تَكُونُ بِمَثَابَةِ اَلْهُمُومِ اَلَّتِي تَكْنَتْنَفْنَا وَتَجْعَل مِنْ تَطَلَّعْنَا وَتَفَاءَلْنَا نَحْوَ اَلْمُسْتَقْبَلِ أَمْرَ مَهْبِطٍ وَفَاشِلٍ وَلَكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِلَ بَذَّرَانَا وَأَشْوَاقَنَا وَتَطَلُّعَنَا إِلَى مُسْتَقْبَلِ أَفْضَلَ بِالنَّظَرِ إِلَى اَلْوَاحِدِ وَهُوَ يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ اَلْأَرْضِ اَلْجَيِّدَةِ اَلَّتِي تُعْطِي ثَمَر وَفِيرٍ ثَلَاثُونَ وَسِتُّونَ وَمِئَة وَهَذَا اَلْوُصُولُ يَحْتَاجُ إِلَى تُرْبَةٍ صَالِحَةٍ مُثْمِرَةٍ بِالْغِذَاءِ اَللَّازِمِ لِنُمُوِّ اَلْبَذَّارْ وَنَحْنُ بِحَاجَةِ أَنَّ نَتَغَذَّى أَوَّلاً بِكَلِمَةِ اَللَّهِ وَالْأَسْرَارِ وَتَعَالِيمِ اَلْكَنِيسَةِ حَتَّى تَكُونَ تُرْبَتُنَا تُرْبَةً صَالِحَةً لِنُمُوِّ اَلْمَحَبَّةِ وَالسَّلَامِ وَأَعْمَالِ اَلْخَيْرِ وَالْمُصَالَحَةِ اَلْمُثَلَّثَةِ مَعَ اَللَّهِ وَالْآخَرِ وَالنَّفْسِ وَاخْتِيَارِ اَلنَّصِيبِ اَلصَّالِحِ وَالِابْتِعَادِ عَنْ هُمُومِ اَلدُّنْيَا وَمَلَذَّاتِهَا وَالِاقْتِرَابِ إِلَى اَلْهُذَيْذْ وَالتَّلَذُّذُ بِنَامُوسِ اَلرَّبِّ لَيْلاً وَنَهَارٍ فَتَكُون حَيَاتُنَا ثَابِتَةً كَالشَّجَرَةِ اَلْمَغْرُوسَةِ عَلَى مَجَارِي اَلْمِيَاهِ اَلَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي حِينِهِ وَوَرَقِهَا لَا يَنْدَثِرُ فِي هَذَا اَلْإِطَارِ يَقُولُ اَلْقِدِّيسُ غُورِيغُورِيوسْ اَلْكَبِيرَ : ” إِنَّ أَعْمَالَنَا اَلصَّالِحَةَ قَدْ تُصْبِحُ ذَاتَ قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ إِنَّ تَحَمَّلْنَا بِصَبْرِ اَلْمَشَقَّاتِ وَالضِّيقَاتْ . . . نَقْتَرِبُ نَحْوُ اَلْكَمَالِ ، إِنَّ تَحَمَّلْنَا اَلْمِحَنُ وَالتَّجَارِبُ بِتَوَاضُعٍ ، وَشَوْق وَسَمَاع جَيِّدٍ لِصَوْتِ اَللَّهِ . فَأَنْتَ مَدْعُوٌّ عَلَى أَنْ تَكُونَ عَلَى مِثَالِ صَمُوئِيلْ اَلنَّبِيِّ اَلْقَائِلِ ” تَكَلَّمَ يَارْبْ فَإِنَّ عَبْدَكَ يَسْمَعُ ” فَطُوبِي لَمِنْ يَسْمَعُ كَلِمَةَ اَللَّهِ يَسْمَعُهَا وَيَعْمَلُ بِهَا.
صَلَاتَنا لِيَسُوعَ رَبُنِا :
يَا رَبَّنَا وَإِلَهَنَا يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ اِبْن اَللَّهِ اَلْحَيِّ ، نَرْفَعُ إِلَيْكَ صِلَاتُنَا اَلْمُشْتَرَكَةُ لِأَجَلِ سَلَامَةِ نُفُوسِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَرْوَاحِنَا ، وَلِأَجْلِ حِفْظِنَا فِي اَلْإِيمَانِ اَلْوَاحِدِ، وَمَعَ إِخْوَتِنَا فِي اَلْإِيمَانِ أَظْهَرَ لَنَا عَنْ عَظْمِ مَحَبَّتِكَ فَكَمْ نَحْنُ بِحَاجَةِ لِلْغَوْصِ فِيهَا أَكْثَرُ . نُقَدِّمُ لَكَ قُلُوبِنَا ، لِتَكُنْ لِسُكْنَاكَ أَخْرَجَ مِنَّا كُلَّ رُوحٍ فَاسِدٍ وَشِرِّيرٍ . عَازِمِينَ بِإِرَادَةٍ ثَابِتَةٍ أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ لِحُبِّكَ اَلْإِلَهِيِّ وَأَنْ نَسْعَى جَاهِدِينَ مُثَابِرِينَ لِلتَّغَلُّبِ وَالتَّخَلُّصِ مِنْ كُلِّ إِهَانَةِ تَسَبُّبِنَا بِهَا بِالْقَوْلِ أَوْ بِالْفِعْلِ أَوْ بِالْإِهْمَالِ بِسَبَبَ خَطَايَاينَا •
َيَا يَسُوعْ ، أَقُولُ لَكَ بِشَكْلٍ شَخْصِيٍّ أَنَا ضَعِيفٌ وَأَنْتَ الْقَوِيِّ فَاُمْحُنِي قُوَّتَكَ .
يَا يَسُوعْ ، أَنَا فَقِيرٌ وَأَنْتَ اَلْغَنِيِّ وَلَدَيْكَ كُلُّ اَلْكُنُوزِ فَهَبْنِي أَنْ اِغْتَنَى بِكَ .
يَا يَسُوعْ ، أَنَا مَرِيضٌ ، وَأَنْتَ الطَبِيبِ اَلشَّافِي وَالْقَادِرِ فَامْنَحْني اَلصِّحَّةُ وَالْعَافِيَةُ .
يَا يَسُوعْ ، أَنَا جَائِعٌ ، وَأَنْتَ خُبْزِ اَلْحَيَاةِ فَأَعْطِنِي نِعْمَةَ اَلتَّقَدُّمِ مِنْ مَائِدَتِكَ اَلْمُقَدَّسَةِ .
يَا يَسُوعْ ، أَنَا عَطْشَانُ وَأَنْتَ اَلْمَاءُ اَلْحَيُّ فَارْوِنِي بِمَاءِ مَحَبَّتِكَ اَلَّذِي لَاينَضَبْ .
يَا يَسُوعْ ، أَنَا خَاطِئٌ وَأَنْتَ اَلْغَافِرِ ، فَاغْفِرْ لِي خَطَايَايَ .
يَا يَسُوعْ ، أَنَا اَلْعَبْدُ وَأَنْتَ اَلْمُحَرِّرُ ، فَحُرِّرَنِي مِنْ عُبُودِيَّتِي لِذَاتِي وَالِاسْتِعْبَادِ لِلْآخَرِينَ .
تَعَالٍ اَلْآنِ يَا رْبَنَا وَأَمْلِكُ عَلَى حَيَاتِنَا فَإِنَّنَا نُوكِلُ إِلَى دَمِك اَلطَّاهِرِ وَقَلْبِكَ اَلْأَقْدَسِ عَائِلَاتِنَا وَجَمَاعَتَنَا ، وَنَدْعُوكُ أَنْ تَفْعَلَ فِينَا مَا يُؤَهِّلُنَا لِلِاشْتِرَاكِ فِي اَلْحَيَاةِ اَلْأَبَدِيَّةِ .
لَكَ اَلْمَجْدُ وَالْكَرَامَةُ وَالْعِزَّةُ وَالسُّلْطَانِ إِلَى اَلْأَبَدِ أَمِين .