“مات يسوع لأجلك، وأنت لا تحيا لأجله!
أعطاك دمه، وحياته، وأنت تخجل، ولا تعطيه قلبك!
إفحص عمق قلبك… هل يسكنه الله وحده؟؟؟”
أبونا يعقوب
أعماق قلوبنا تضجّ بصخب يومنا التّعِب…
نفسنا تئنّ في عالمٍ يطمر أنينها في ظلال متاهاتٍ حياتيّة، تبعدنا عن الإسراع إلى تحقيق الهدف الأسمى، وتُعمي بصرنا عن رؤية جليّة، لما يدور حولنا…
بالرّغم من صخب ما يحيط بنا، بالرّغم من ضياع نفوسٍ تغرق في لجاج الهمّ، وتتوه في صحراء الوحدة، والقلق، فإنّ يدك يا ربّ تمسك بنا، وتنتشلنا من السّقوط في قعر مستنقعاتنا اليوميّة…
فالله كما يقول الكبوشيّ، لا يمكنه أن لا يكون محبّة. فقلبه هو الملجأ الّذي فيه يجد الخطأة الخلاص، وهو ينبوع الرّحمة، وبحرها الزّاخر…
“لأنّ رحمتك عظمت عليّ، ومن أعماق عالم الأموات نجّيتني”( مزمور86: 13)
لأنّك تحبّنا….انتشلتنا من آلام آثامنا، ورفعتنا إلى فرح الخلاص…
لأنّك تحبّنا… أعطيتنا وزنات كثيرة ننمو من خلالها لنبلغ فرح لقياك…
صوتك في داخلنا يعلو كلّ ضجيج، وقلق، وخوف…
عيناك تنظران إلينا…. عيناك عينا أب ساهر، دائم التّيّقظ، في أعماقه حبّ يقود أبناءَه إلى ميناء الرّاحة، والرّجاء…
بَسَطْتَ يديك على الصّليب، لنكون أحياء فرحين… واليوم نطلب منك يا ربّ، أن تزيد خطواتنا رشاقة… رشاقة مؤمن يصبو إلى معاينة نور القيامة، سرعة إنسان يودّ لمس طرف ردائك، رداء الحبّ، والحياة… إيمان إنسانٍ ينزف ألمًا يودّ الانتصار على شريعة ماضٍ تُغرقه في محيطٍ صاخبٍ، والانتقال إلى عهدٍ جديدٍ، هو عهد الفرح، والرّجاء… زوّد يا ربّ إيماننا بالجرأة، والثّقة بك، فنفهم أنّ كلمتك حاضرة دومًا لتخلقنا من جديد، وتشفي كرامتنا من ذلّ أضناها، وتحوّل إيماننا الخجول شهادة حقيقيّة معلنة، واثقين بقدرتك على إخراجنا من كلّ ما يعيق مسيرتنا نحوك…