Le Pape François Lors De L’audience Du 6 Mars 2024 © Vatican Media

أزمة دبلوماسيّة بين الكرسي الرسولي وأوكرانيا

مشاكل الأب الأقدس

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

سجّل تاريخ 13 آذار الذكرى الحادية عشرة على انتخاب فرنسيس حبراً أعظم، والخليفة رقم 266 لبطرس. وقد طُبِعَت هذه الحبريّة بأحداث مميّزة، كما بمشاكل، آخرها أزمة دبلوماسيّة برزت الأسبوع الماضي، تسبّبت بها مقابلة.

في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من زينيت، أجرى الراديو والتلفزيون السويسري مقابلة مع البابا فرنسيس في بداية شباط 2024، على أن يُنشَر محتواها في 20 آذار. إلّا أنّ المقابلة، وقبل نشرها حتى، ولّدت جدلاً.

في المقابلة، سأل لورنزو بوتشيلا البابا: “في أوكرانيا، يدعو البعض إلى شجاعة الاستسلام، ورفع العلم الأبيض، فيما يقول آخرون إنّ هذا سيعطي شرعيّة للأقوى، ما رأيكم؟” فأجاب البابا: “إنّه تفسير، لكن أعتقد أنّ الأقوى هو مَن يرى الوضع ويفكّر في الشعب ويتمتّع بشجاعة رفع العلم الأبيض ويتفاوض. اليوم، يمكننا أن نتفاوض بمساعدة القوى الدوليّة. إنّها موجودة، وكلمة “تفاوض” كلمة شجاعة. عنما ترون أنّكم هُزِمتم، وأنّ الأمور لا تجري جيّداً، تمتّعوا بشجاعة التفاوض. تشعرون بالخجل، لكن إن تابعتم ذلك، كم سيبلغ عدد  الموتى؟ والوضع سينتهي بشكل أسوأ بعد. فاوِضوا، وابحثوا عن بلد وسيط. اليوم مثلاً، مع الحرب في أوكرانيا، كثر هم مَن يودّون أن يكونوا وسطاء. تركيا مثلاً… لا تخجلوا من التفاوض قبل أن يتفاقم الوضع”.

وأمام هذا الجواب، أصرّ الصحافي وسأل: “هل اقترحتم بنفسكم أن تفاوضوا؟” فأوضح البابا قائلاً: “أنا هنا، نقطة على السطر. بعثتُ رسالة ليهود إسرائيل للتفكير في هذا الوضع. التفاوض ليس أبداً الاستسلام. التفاوض هو شجاعة عدم قيادة البلد إلى الانتحار. الأوكرانيّون، مع تاريخهم، الفقراء، الأوكرانيّون في زمن ستالين وكم عانوا…”

هنا، سأله الصحافي: “هل الأبيض هو شجاعة؟” فأجاب البابا: “بالطبع، إنّه أبيض الشجاعة. لكن أحياناً، السخط المؤدّي إلى الشجاعة ليس أبيض…”

ردّة فعل أوكرانيا

في سياق متّصل، وزير خارجيّة أوكرانيا ديميتري كوبيلا هو مَن أجاب على البابا علناً يوم الأحد 10 آذار على وسائل التواصل: “إنّ الأقوى، في معركة الخير والشرّ، هو مَن ينحاز إلى الخير بدلاً مِن أن يُحاول وضعهما على قدم المساواة، ويُسمّي ذلك تفاوضاً… فيما يختصّ بالعلم الأبيض، نحن نعرف استراتيجيّة الفاتيكان منذ منتصف القرن العشرين. أطالِب باستمرار عدم تكرار أخطاء الماضي ودعم أوكرانيا وشعبها في نضاله العادل لأجل الحياة… إنّ علمنا أصفر وأزرق. ولأجل هذا العلم نحيا ونموت وننتصر. ولن نُلوّح بعلم آخر مُطلقاً”.

ولاحقاً، عبّر السفير الأوكراني المُعتَمَد لدى الكرسي الرسولي عن رأيه عبر وسائل التواصل قائلاً: “إن كنّا نودّ وضع حدّ للحرب، يجب فعل كلّ شيء لقتل التنّين”.

من ناحيته، أوضح مكتب الصحافة التابع للكرسي الرسولي فكرة البابا قائلاً: “استخدم البابا تعبير العلم الأبيض، وأجاب مُستعيداً الصورة التي اقترحها مُجري المقابلة، ليُشير إلى وقف الأعمال العدائيّة، وإلى الهدنة التي تُرافق شجاعة التفاوض… إنّ أمنية البابا تبقى نفسها، والتي لطالما كرّرها في السنوات الأخيرة: مع تجديد تعاطفي العميق حيال الشعب الأوكراني الشهيد وصلاتي للجميع، خاصّة للضحايا البريئة، أتوسّل الله كي نستطيع إيجاد الإنسانيّة التي ستسمح بخلق شروط حلّ دبلوماسي بحثاً عن سلام عادل ومستدام”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير