ثُمَّ جَاءَ يَسُوعُ وَأَخَذَ ٱلْخُبْزَ وَأَعْطَاهُمْ وَكَذٰلِكَ ٱلسَّمَكَ إنه يتقدم هو إلينا، ليعطينا كل ما نحتاجه،فيه نستقر ونطمئن ونجد عنده الأمان.تُذكّرنا هذه المعجزة بأخرى جرت قبلها بثلاث سنوات(لو٥ )حيث قضى التلاميذ طول الليل ولم يصطادوا شيئاً، فطلب منهم المسيح أن يدخلوا إلى العمق ويلقوا الشبكه، فامتلأت سفينتهم حتى استدعوا آخرين ليساعدوهم. يشيرهذا الصيد على انواع سمك جيد وسمك رديء الكنيسة المنظورة بمن فيها من مؤمنين وغير مؤمنين.
جرت المعجزة بعد قيامته ، أثناء ظهوره السابع. وكان سبعة من التلاميذ قد قرروا العودة للصيد، فظهر المسيح لهم ليبارك حياتهم، وليذكّرهم اختباراتهم الروحية الماضية، وليُرجع إليهم الثقة به والثقة بنفوسهم، وليُعيد تكليفهم لخدمته وخدمة الإنجيل.
١ – قضوا ليلة صيد فاشلة:ولكنهم لم يكونوا وحدهم، بل كانت عينا الرب عليهم. ربما نظن في ألمنا وعذابنا وفشلنا أننا وحدنا، ولكن هو يرعانا ويسهر علينا، ويمحنا النعمة والبركة.
٢ – لم يعرفوا المسيح عندما جاءهم:“ وَقَفَ يَسُوعُ عَلَى ٱلشَّاطِئِ. وَلٰكِنَّ ٱلتَّلامِيذَ لَمْ يَكُونُوا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ يَسُوعُ آية٤ “المسيح بعد قيامته أخذ جسداً ممجداً «ٱلَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، ( ف٣:٢١). مريم المجدلية وتلميذا عمواس يعرفاه
3 – صاد التلاميذ ١٥٣ سمكة كبيرة:
يحدد الإنجيل عدد السمك والمقصود هوأن الرب يقول للتلاميذ: ستصيد شبكتكم الروحية كل أنواع الناس «فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلأُمَمِ) أغسطينوس يقول إن عدد ١٠ يرمز للوصايا العشر، وعدد ٧ لكمال النعمة بعمل الروح القدس. فإذا جمعنا الوصايا وكمال عمل نعمة الروح القدس معاً يكون الرقم ١٧. ولو جمعنا ١+٢+٣ إلى ١٧ لكان المجموع ١٥٣.هذا يرمز إلى الكنيسة غير المنظورة، التي كل أعضائها مقدّسون
4 – من نتعلم كل ما يفيد حياتنا:أدرك التلاميذ أنهم بدون المسيح لا يقدرون أن يصيدوا شيئاً. وهكذا نحن بدون المسيح يستحيل أن نصيد نفوساً. نجرِّب أن نفعل شيئاً بقدراتنا وذكائنا وترتيباتنا وإمكانياتنا وحُسْن إدارتنا فنفشل.
5 – المسيح يتكلم معنا : قد بادر المسيح بالكلام مع تلاميذه ونحن عندما نسلمه زمام إمورنا يأخذ المبادرة ويكلمنا ويعطينا نعمة اختبار الحياة ويتكلم إلينا ويقودنا في طريق خلاصه
6 – المسيح العالِم بكل شيء:« هو يعلم يعلم بضعفنا ويضع يده تماماً على نقطة احتياجنا. ومهما كانت الحاجة فهو يعرفها من قبل أن نسأله، ينجّينا من كل ضيق وفشل، ويُعطينا بغنى نعمه النجاح والتمتع بالحياة
7 – المسيح المحب الحنّان:إنه عرف ما بداخل تلاميذه وكم كانوا بحاجة الى لمس حب وحنان منه وها هو يلمسنا لمسات محبة لإنسان مُتعَب!عندما نحن نفكر بلمسته هذه نجده قد دبَّر كل شيء بطريقة أفضل وأحسن مما كنا نطلب أو نفتكر!يعطينا الرب عندما نعجز، ولكنه يريد أن يُشعرنا بالإنجاز والكرامة الشخصية، فيشجّعنا لنقدّم له مما سبق أن أعطانا. وقد أدرك داود هذه الحقيقة فقال للرب: «لأَنَّ مِنْكَ ٱلْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ١أخ٢٩ )
بدونه لا يمكن أن نجد شبعاً. تلتهب قلوبنا حباً له كلما أدركنا محبته وعظمته.
يشبع المسيح جوعنا المادي، ويشبع جوعنا الروحي أيضاً، ويقوي إيماننا.
مجيء المسيح لتلاميذه على شاطئ بحر طبرية وقت الصبح يذكّرنا بمجيئه ثانية. «أَنَّهَا ٱلآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ ٱلنَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاصَنَا ٱلآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى ٱللَّيْلُ وَتَقَارَبَ ٱلنَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ ٱلظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ ٱلنُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي ٱلنَّهَارِ، لا بِٱلْبَطَرِ وَٱلسُّكْرِ، لا بِٱلْمَضَاجِعِ وَٱلْعَهَرِ، لا بِٱلْخِصَامِ وَٱلْحَسَدِ رو13:13).
صــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاة
أيهّا الرب يسوع المسيح يامن ظهرت لرسلك وتلاميذك وزرعت فيهم الأمل والرجاء نتقدم بالشكر إليك على حضورك دائماً ومجيئك إلينا على الدوام ولا سيما في أوقات الفشل ،واليأس والمرض، والضيق والوحدة .إنك تأتي إلينا فلتهمنا بروحك سُبل الحياة وتعيد إلينا البسمة والفرحة والأمل ،وتهبنا الشجاعة. أرنادائماً وابداً ياربنا مجدك وإزرع فينا الثقة وأجعلنا دائماً مطمئنين لحضورك معنا وحضورنا فيك. لك المجد الى الابد آمين .
الاب انطونيوس مقار ابراهيم
راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان