احتفلت الكنيسة الكاثوليكية في 19 آذار 2024 بعيد القديس يوسف، راعي كنيسة الناصرة المقدسة. إنه مثال البرّ والتحفّظ والطاعة؛ أحبّ وحمى وعلّم يسوع بحنان الأب لابنه وهو أيضًا مثال التقوى والعمل. ترتبط به أماكن عديدة للظهورات في العالم، أربعة منها تعترف بها الكنيسة الكاثوليكية: كوتينياك في فرنسا، كاليش في بولندا ونوك في إيرلندا، وفاطيما في البرتغال.
تقع مدينة كوتينياك في جنوب فرنسا، وتسمى “قرية العائلة المقدسة”. في 7 حزيران 1660، كان غاسبار ريكار، راعٍ شابّ، يعاني من العطش الشديد على جبل بيسيون، في بروفانس، فظهر له القديس يوسف قائلاً له: “أنا يوسف، ارفع هذه الصخرة واشرب” وأطاع غاسبار وتدفّقت المياه وهذا النبع لا يزال يتدفّق حتى يومنا هذا. تجتذب كوتينياك العديد من الحجّاج، وهي بالفعل مكان نعمة لكلّ العائلات.
أحد القديسين الأكثر تكريمًا في القرن الحادي والعشرين
إنّ مار يوسف هو القديس الشفيع للكنيسة الكاثوليكية، والعمّال وآباء العائلات. وقد قال عنه البابا بندكتس السادس عشر أثناء عظته في العام 2009، في الناصرة: “إنّ عالمنا يحتاج كثيرًا لهذا المثال، هذه القوّة السلميّة التي يتحلّى بها الرجال أمثال القديس يوسف”.
ويصادف هذا العيد احتفال البابا فرنسيس بمرور 11 عامًا على خدمته على كرسي بطرس في روما. وقد ذكر أثناء القداس الافتتاحي لبابويته، في 19 آذار 2013 في صرح الكاتدرائية: “كيف يعيش يوسف دعوته كحارس لمريم ويسوع والكنيسة؟ في الاهتمام الدائم بالله، المنفتح على علاماته وجاهز لمشروعه، وليس لمشروعه الخاص. يوسف هو “حارس” لأنه عرف كيف يصغي إلى الله وكيف يترك إرادته تقوده، ولهذا السبب بالتحديد، فهو أكثر حساسية على الأشخاص الموكلين إليه، ويعرف كيف يقرأ الأحداث بشكل واقعي، إذ هو متنبّه لما يحيط به ويعرف كيف يتخذ القرارات الأكثر حكمة”.