اَلْأَبُ أَنْطُونْيُوسْ مَقَارَّ إِبْرَاهِيمْ
رَاعِيَ اَلْأَقْبَاطِ اَلْكَاثُولِيكِ فِي لُبْنَانِ
اَلْحَيَاة اَلْمَسِيحِيَّة وَطَرِيقَةُ عَيْشِهَا هِيَ اَلْعُنْوَانُ اَلصَّحِيحُ لِعَيْشِ اَلْمَحَبَّةِ وَتجَسيدِهَا فِي اَلْوَاقِعِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالتَّسَامُحِ وَبِالتَّالِي إِنْ أَرَدْنَا أَنْ نَكُونَ مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ وَتَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ عَلَيْنَا أَنْ نَعِيشَ وَصِيَّتُهُ ” وَصِيَّتِي هِيَ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضَ ” وَإِنْ فَعَلْتُمْ هَذَا يَعْرِفُ اَلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي ” إِذَا أَحَبَّنَا اَللَّهُ قَدْ أَحَبَّنَا أَوَّلاً وَدَعَانَا نَحْنُ لأنِ نُحِبّ بَعْضُنَا بَعْض لَيْسَ فَقَطْ بِالْكَلَامِ وَلَا بِاللِّسَانِ إِنَّمَا بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ ، مَدْعُوُّونَ بِدَوْرِنَا لِنُحِبّ ، وَحُبُّنَا هَذَا يُؤَهِّلُنَا لِنَنَالَ اَلْمَغْفِرَةَ وَبِدَوْرِنَا أَنَّ نَغْفِرَ لِبَعْضِنَا اَلْبَعْضِ . كُلُّ مَا يَجِبُ عَلَيْنَا فِعْلُهُ اَلْيَوْمَ هُوَ أَنْ نَفْتَحَ قُلُوبُنَا كَيْ تَلْمِسَهَا مَحَبَّةُ اَللَّهِ وَمَغْفِرَتِهِ كَوْنَهُ هُوَ اَلْإِلَهُ اَلْمُحِبُّ وَالْغَافِرُ إِنَّهُ أَحَبَّنَا ، غَفَرَ لَنَا ، خَلَصْنَا ، إِفْتِدَانَا مَجَّانًا دَفَعَ عَنَّا دُيُونُنَا وَحَمَّلَ آثَامِنَا ، سَحْقٌ لِأَجَلِ مَعَاصِينَا هَا هُوَ اَلْيَوْمَ وَكُلُّ يَوْمٍ يَدْعُونَا إِلَى اَلْمَحَبَّةِ اَلشَّامِلَةِ فَيَقُولُ لَنَا : ” أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُوا مِنْ أَجْلِ مُضْطَهِدِيكُمْ ” .
اَلصَّلَاةُ وَالْمَحَبَّةُ ، فِي فِكْرِ يَسُوعْ وَمَنْطِقُهُ وَجْهَانِ حَقِيقِيَّانِ لِإِنْسَانِ حَيٍّ فِي قَوْلِهِ وَفَعَلَهُ لِأَنَّ مَحَبَّةَ يَسُوعْ لَا تَعْرِفُ اَلْحَوَاجِزُ وَالْحُدُودُ . إِنَّ اَلرَّبَّ يَطْلُبُ مِنَّا شَجَاعَةَ مَحَبَّةٍ دُونَ أَيْ مِقْيَاسٍ وَلَا أَيَّ شُرُوطٍ ، لِأَنَّ وَصِيَّةَ اَلْمَحَبَّةِ هِيَ أَسَاسُ وَجَوْهَرُ اَلْبُشْرَى اَلسَّارَّةِ . اَلْعُنْوَانُ اَلصَّحِيحُ لِلْحَيَاةِ اَلْمَسِيحِيَّةِ هُوَ اَلْمَحَبَّةُ ، وَهَذَا مَاشِدَدْ عَلَيْهِ اَللَّهُ فِي اَلْكِتَابِ اَلْمُقَدَّسِ مُنْذُ اَلْبِدَايَةِ ” أُحَبِّبُ اَلرَّبُّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ ، وَأُحَبَّبَ قَرِيبكَ كَنَفْسِكَ ” .
نَحْنُ أَبْنَائِهِ يُحِبُّ عَلَيْنَا أَنْ نَسْمَعَ لَهُ وَيَنْبَغِي أَنْ نَعْبُدَهُ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ ” اَلسَّاجِدُونَ اَلْحَقِيقِيُّونَ يَنْبَغِي عَلَيْهِمْ أَنْ يَسْجُدُوا لِلَّهِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ ” . اَللَّهُ مَحَبَّةَ ” هَكَذَا أَحَبَّ اَللَّهُ اَلْعَالَمُ ” وَهُوَ اَلرَّبُّ اَلرَّاعِي لَايعُوزَنَا شَيْءٌ هُوَ رَاعِي اَلْخِرَافِ اَلَّذِي يَسْهَرُ لَيْلاً نَهَارًا عَلَى غَنَمِ مَرْعَاهُ وَرَعِيَّتِهِ ، وَإِذَا ضَلَّ أَحَدُهُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ يَتْرُكُ اَلتِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ وَيَذْهَب يَبْحَثُ عَنْ اَلْخَرُوفِ اَلضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ وَعِنْدَمَا يَجِدُهُ يَحْمِلُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَيَعُودُ بِهِ إِلَى حَظِيرَةِ اَلْخِرَافِ وَيَدْعُو اَلْجَمِيعُ إِلَى اَلْفَرَحِ وَالْبَهْجَةِ وَالِانْتِصَارِ لَانَ اَلْخَرُوفُ هَذَا كَانَ ضَالًّا فَوُجِدَ وَكَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ .
هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اَللَّهِ نَحْوَ اَلْإِنْسَانِ . مُنْذُ اَلْبَدْءِ خَلَقَ الْإِنْسَانَ وَوَهَبَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَلَمْ يَبْخَلْ عَلَيْهِ بِشَيْءِ بَلْ سُلْطَةً عَلَى جَمِيعِ مَخْلُوقَاتِهِ لِيَكُونَ سَيِّدًا حُرًّا مُسْتَقِلًّا لَا يَغْلِبُهُ أَحَدٌ لِأَنَّ اَللَّهَ رَاعِيَةً وَهُوَ مَعَهُ . اَلْإِنْسَانُ سَقَطَ مِمَّا أَغْضَبَ قَلْبُ اَللَّهِ فَطَرَدَهُ مِنْ اَلْجَنَّةِ وَلَكِنْ لَمْ يَطْرُدْهُ مِنْ قَلْبِهِ ،طَرْدُهُ لِأَنَّهُ قُدُّوسٌ وَلَا يَسْكُتُ عَنْ اَلْخَطِيئَةِ وَأُجْرَةِ اَلْخَطِيئَةِ هِيَ مَوْتٌ . وَلَكِنْ بِنَفْسِ اَلْوَقْتِ أَرَادَ خَلَاصُ اَلْإِنْسَانِ وَفِي قَرَارَةِ نَفْسِهِ إِعَادَتَهُ إِلَى حِضْنِ اَلْأَبِ فَكَانَ لَا بُدَّ مِنْ يَفْتَدِي أَحَدُهُمْ اَلْإِنْسَانَ ، لَا اَلْأَنْبِيَاءُ وَلَا اَلْقِدِّيسِينَ وَلَا اَلْمُلُوكُ وَلَا اَلرُّؤَسَاءُ ، لَا أَحَد اِسْتَطَاعَ أَنْ يُرْضِيَ اَلرَّبُّ وَيَكُونُ خَشَبَةَ خَلَاصٍ لِلْإِنْسَانِ . غَلَبَتْ مَحَبَّةَ اَللَّهِ قَلْبَ اَللَّهِ وَفِكْرِهِ وَكِيَانِهِ فَكَانَ لَا بُدَّ مِنْ عَمَلِ اَلْخَلَاصِ بِنَفْسِهِ .
أَتَى رَبُّ اَلْكَوْنِ اَلْاُقْنُومْ اَلثَّانِيَ مِنْ اَلسَّمَاءِ فِي أَحْشَاءِ اَلطُّوبَاوِيَّةِ مَرْيَمْ لِيَكُونَ مُخْلِص اَلْعَالَمِ ، وَتَدْعُو اِسْمَهُ يَسُوعْ لِأَنَّهُ يَخْلُصُ شَعْبُهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ . صَرَخَتْ اَلْمَلَائِكَةَ وَعَلَتْ أَصْوَاتَهَا بِالتَّرَنُّمِ : اَلْمَجْدُ لِلَّهِ فِي اَلْعُلَى وَعَلَى اَلْأَرْضِ اَلسَّلَامُ وَفِي اَلنَّاسِ اَلْمَسَرَّةِ .
هَلْ تُحِبُّنَا يَا رَبٌّ إِلَى دَرَجَةِ أَنْ تَتَنَازَلَ عَنْ عَرْشِكَ وَتَأْتِي إِلَى أَرْضِ اَللَّعْنَةِ وَتَمُوتُ أَبْشَعَ مَيِّتَةً وَعَلَى أَيْدِي اَلْبَشَرِ وَتَصَلُّبٍ عَنَّا وَعَنْ خَطَايَانَا لِيَكُونَ لَنَا فِدَاءٌ وَلِتَكُونَ لَنَا حَيَاةٌ ؟ هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اَللَّهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ : لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اَللَّهُ اَلْعَالَمُ حَتَّى بَذْلِ اِبْنِهِ اَلْوَحِيدِ لِكَيْ لَا يُهْلِكُ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ اَلْحَيَاةُ اَلْأَبَدِيَّةُ . نَعِمَ مَحَبَّةَ اَللَّهِ جَعَلَتْهُ يَمُوتُ فِدَاءً لِخَطَايَانَا وَيَقُوم مِنْ أَجْلِ تَبْرِيرَنَا وَلِكَيْ يُقِيمنَا وَيُجْلَسُنَا مَعَهُ فِي اَلسَّمَاوِيَّاتِ . هَلْ نَسْتَحِقُّ يَا رَبُّ مِنْكَ تِلْكَ اَلْمَحَبَّةِ ؟ أَحَبَّنَا وَنَحْنُ بَعْدِ فِي خَطَايَانَا لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ أَيْضًا : ” وَإِذْ نَحْنُ بَعْدٌ خُطَاةٍ مَاتَ اَلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا ” .
أَيُّ حُبِّ أَعْظَمَ مِنْ هَذَا أَنْ يَبْذُلَ اَللَّهُ نَفْسُهُ مِنْ أَجْلِ أَحِبَّائِهِ . اَحَبَبَتَكَمْ إِلَى اَلْمُنْتَهَى هَكَذَا يَقُولُ اَلرَّبُّ وَهَكَذَا عَلَى عُودِ اَلصَّلِيبِ بَرْهَنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا وَغَفَرَ لَنَا خَطَايَانَا وَقَامَ مُنْتَصِرًا عَلَى اَلْمَوْتِ لِكَيْ يَنْصُرَنَا عَلَى اَلْخَطِيئَةِ . هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اَللَّهِ وَمِقْيَاسِ مَحَبَّتِهِ لَنَا لَا حُدُودَ لَهَا . فِعْلُ اَلرَّبِّ يَسُوعْ كُلَّ شَيْءِ لَنَا وَتَرَكَ لَنَا وَصَايَاهُ لِكَيْ نَعْمَلَ بِهَا وَنَجِدُ رَاحَةً لِقُلُوبِنَا وَلِعُقُولِنَا وَيَكُون لَنَا سَلَامٌ لِأَنَّنَا نَحْنُ فِي اَلْمَسِيحِ وَيَسُوعْ حَيِّ فِينَا . لَمْ يَتْرُكْنَا يَتَامَى بَلْ جَعَلَ اَلرُّوحُ اَلْقُدُسُ اَلْمُرَافِقُ لَنَا فِي كُلِّ حِينِ وَهُوَ اَلَّذِي يُبَكِّتَنَا عَلَى خَطِيئَةٍ وَعَلَى بَرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَة .
مَاذَا طَلَبَ يَسُوعْ مِنَّا مِنْ نَحْوِ اَلْمَحَبَّةِ وَمَا هِيَ وَصِيَّتُهُ لَنَا ، كَتَلَامِيذِهِ وَشَعْبِهِ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ أَوْصَانَا أَنْ نُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا كَمَا هُوَ أَحَبَّنَا . عِنْدَمَا اِقْرَأْ هَذِهِ اَلْآيَةِ يَعْتَرِينِي اَلْخَوْفُ وَالْخَجَلُ فِي أَنَّ ، وَالِاعْتِرَافُ لَيْسَ بِالتَّقْصِيرِ فَحَسْب إِنَّمَا أَيْضًا بِكَسْرِ اَلْوَصِيَّةِ اَلَّتِي أَرَادَنَا اَللَّهُ أَنْ نَعْمَلَ بِهَا .
لِمَاذَا صَعَّبَتْ يَا رَبٌّ عَلَيْنَا اَلطَّلَبُ ؟ وَمَنْ مِنَّا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحِبَّ اَلْآخَرُ بِقَدْرِ مَحَبَّتِكَ ، أَنْتَ يَا رَبُّ مَحَبَّتِكَ بَرْهَنَتْهَا بِمَوْتِكَ عَنَّا . فَلَا أَحَدَ مِنَّا عِنْدَهُ اَلِاسْتِعْدَادُ أَنْ يَمُوتَ عَنْ مَا هُوَ بَارٌ فِي وَسَطِنَا فَكَيْفَ اَلْحَال إِذَا كُنَّا نَحْسَبُهُ شِرِّير . نَعِمَ هَذَا مَا يُرِيدُهُ اَلرَّبُّ مِنَّا وَهَذَا هُوَ مِقْيَاسُ اَلْمَحَبَّةِ لَدَيْهِ . أَحِبُّوا بَعْضَكُمْ بَعْضًا فَيَعْرِف اَلنَّاسُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي .
اَلْوَصِيَّةُ اَلثَّانِي وَاَلَّتِي لَا تُقِلُّ شَأْنًا أَيْضًا : أَحَبَّ قَرِيبُكَ كَنَفْسِكَ . اَلْكَثِيرَ مِنَّا وَأَكَادَ أَجْزِمُ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ أَحَدٌ لَا يُحِبُّ نَفْسَهُ فَاَلْأَنَا هِيَ مَلِكَةٌ مُتَوَّجَةٌ فِي عُقُولِنَا وَقُلُوبِنَا فَكَيْفَ تُرِيدُنَا يَا رَبُّ أَنْ نُحِبَّ اَلْآخَرِينَ اَلْأَقْرَبِينَ أَوْ اَلْأَبْعَدِينَ كَنُفُوسِنَا اَلَّتِي لَا نُحِبُّ أَحَدًا عَلَيْهَا . هَذِهِ حَقِيقَةُ وَاَلَّذِي يَفْتَكِرُ عَكْسَ ذَلِكَ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ أَصْنَافِ اَلْآلِهَةِ أَوْ أَنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى نَفْسِهِ وَالْآخَرِينَ .
أَمَّا اَلْوَصِيَّةُ اَلثَّالِثَةُ وَهِيَ اَصْعِبِهْمْ : أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ ، بَارَكُوا لَاعِنِيكُمْ ، أَحْسَنُوا إِلَى اَلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ . نَعِمَ أَمْرٌ صَعْبٌ وَلَكِنَّ يَسُوعْ كَابْنِ اَلْإِنْسَان اِسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ بِكُلِّ تِلْكَ اَلْوَصَايَا لِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّنَا نَسْتَطِيعُ كُلُّ شَيْءٍ فِي اَلْمَسِيحِ اَلَّذِي يُقَوِّينَا .
بَرْهَنَ يَسُوعْ مَحَبَّتَهُ فِي كُلِّ اَلظُّرُوفِ بَارَكَ اَلْجَمِيعَ شَفَى كُلُّ اَلَّذِينَ تَقَدَّمُوا إِلَيْهِ سَائْلِينَهْ اَلشِّفَاءِ . سَامِحْ وَغَفَرَ حَتَّى وَهُوَ فِي عِزِّ آلَامِهِ وَوَجَعُهُ وَجُرُوحُهُ اَلْجَسَدِيَّةُ وَالنَّفْسِيَّةُ وَيَكَاد يَلْفِظُ أَنْفَاسَهُ اَلْأَخِيرَةَ مِنْ اَلْوَجَعِ وَالْأَلَمِ لِيَرْفَعَ نَظَرَهُ إِلَى اَلْأَبِ صَارِخًا : اِغْفِرْ لَهُمْ يَا أَبَتَاه لِأَنَّهُمْ لَا يَدْرُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ .
مِنْ كِتَابِ اَلتَّعْلِيمِ اَلْمَسِيحِيِّ لِلْكَنِيسَةِ اَلْكَاثُولِيكِيَّةِ ” اَلْحَيَاةِ فِي اَلْمَسِيحِ “
1695 – وَالْمَسِيحِيُّونَ قَدْ أَصْبَحُوا “ هَيْكَلَ اَلرُّوحِ اَلْقُدُسِ ” ( 1 كُو 6 : 19 ) ، بَعْدُ أَنْ “ بَرَّرُوا بِاسْمِ اَلرَّبِّ يَسُوعْ اَلْمَسِيحْ وَبِرُوح اَلْهَنَاء ” ( 1 كُو 6 : 11 ) ، وَقَدَّسُوا وَدَعَوْا لِيُكَوِّنُوا قِدِّيسِينَ . و “ رُوحُ اَلِابْنَ ” هَذَا يُعَلِّمُهُمْ أَنْ يَصِلُوا إِلَى اَلْأَبِ ، وَيَحْمِلَهُمْ ، بَعْدُ أَنْ أَصْبَحَ حَيَاتُهُمْ ، عَلَى أَنْ يَسْعَوْا لِيُثْمِرُوا ثِمَارَ اَلرُّوحِ بِالْمَحَبَّةِ اَلْفَاعِلَةِ . وَالرُّوحُ اَلْقُدْسَ اَلشَّافِيَ مِنْ جُرُوحِ اَلْخَطِيئَةِ يُجَدَّدنَا فِي اَلصَّمِيمِ بِتَغْيِيرٍ رُوحِيٍّ ، وَيُنِيرَنَا وَيُقَوِّينَا لِنَحْيَا حَيَاةً “ أَبْنَاءِ اَلنُّورِ ” ( أُفَّ 5 : 8 ) “ بِالصَّلَاحِ وَالْبِرِّ وَالْحَقِّ ” فِي كُلِّ شَيْءٍ ( أُفَّ 5 : 9 ) . 1696 – طَرِيقُ اَلْمَسِيحِ “ تُؤَدِّي إِلَى اَلْحَيَاةِ ” ( مَتَّىْ 7 : 14 ) ، وَالطَّرِيقُ اَلْمُخَالِفَةُ “ تُؤَدِّي إِلَى اَلْهَلَاكِ ” ( مَتَّىْ 7 : 13 ) . أَنَّ مِثْلَ اَلطَّرِيقَيْنِ اَلْوَارِدِ فِي اَلْإِنْجِيلِ مَا زَالَ قَائِمًا فِي تَعْلِيمِ اَلْكَنِيسَةِ . وَهُوَ يَعْنِي أَهَمِّيَّةَ اَلْقَرَارَاتِ اَلْأَخْلَاقِيَّةِ لِخَلَاصِنَا . “ هُنَاكَ طَرِيقَانِ ، وَاحِدُهُمَا طَرِيقُ اَلْحَيَاةِ وَالْآخَرُ طَرِيقِ اَلْمَوْتِ . وَلَكِنْ بَيْنَ اَلْاِثْنَيْنِ فَارَقَا كَبِيرًا ” .
خَـــــــــاتِــــمَـــةٌ : هَذِهِ هِيَ مَقَايِيسُ مَحَبَّةُ اَللَّهِ وَهَذَا مَا أَرَادَهُ مِنَّا ، رُبَّمَا وَبِالْكَادِ أَنْ نُحِبَّ مِنْ يُحِبُّنَا أَوْ أَنْ نُحِبَّ أَقْرِبَائِنَا وَلَكِنْ يَا رَبُّ أَنْ نُحِبَّ مِنْ يُضْمِرُ لَنَا اَلشَّرُّ وَالْعَدَاءُ وَنَغْفِرُ لَهُ وَنُسَامِحُهُ وَنَتَغَاضَى عَنْ مَنْ يَلْعَنُنَا أَوْ يُسِيءُ إِلَيْنَا فَيَا رَبّ هَذَا مُحْتَاجٌ إِلَى لَمْسَةِ وَنِعْمَةِ مُضَاعَفَةٍ مِنْ شَخْصِكَ . اِغْفِرْ لَنَا يَا رَبُّ عَدَمِ مَحَبَّتِنَا فِي اَلْكَثِيرِ مِنْ اَلْأَحْيَانِ لَيْسَ فَقَطْ لِمَنْ حَوْلنَا لَا بَلْ لِشَخْصِكَ أَيْضًا لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ : تُحِبَّ اَلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ . رَبِّي يَسُوعْ هَذِهِ وَصِيَّتُكَ وَكَمْ نَحْنُ بَعِيدِينَ كُلَّ اَلْبُعْدِ عَنْ تِلْكَ اَلْمَحَبَّةِ اِجْعَلْ رُوحَكَ اَلْقُدُّوسُ يَعْمَلُ فِي قُلُوبِنَا يَا رَبُّ حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نَعْمَلَ بِمَشِيئَتِكَ وَبِوَصَايَاكَ . لَكَ اَلْمَجْدُ إِلَى اَلْأَبَدِ . آمِينَ