وحده يوحنّا الإنجيلي، يجمع ما بين العشاء السرّي الذي فيه أسّس يسوع سرَّي الكهنوت والإفخارستيا، وغسل الأرجل…
فالكاهن يكون خادمًا للأسرار بقدر ما يُلامس الأرض ساجدًا غاسلاً أرجل من اؤتمن على خدمتهم أو لا يكون.
يقول الكاهن في الاحتفال الافخارستي: “خذوا كُلوا هذا هو جسدي” (متى ٢٦: ٢٦)، ولا يقول خذوا كُلوا هذا هو جسد المسيح… بمعنىً آخر، تتماهى هويّة المسيح بهويّة الكاهن فيصبح الأخير “خبزًا مأكولاً” أو لا يكون!
حقيقة هذه الهويّة الكهنوتية، تتجلّى بأبهى صورةٍ لها، في خدمة الصغار، وغسل أرجلهم… وحدها الخدمة تجعل من كهنوتنا كبيرًا…
علّنا نفهم في هذا العيد، أنّ الكاهن الأوّل (يسوع)، كبيرٌ هو بقدر ما عرف أن يكون صغيرًا… الله أكبر لأنّه أصغر