وصف أبّاتي من دير المنام الصعوبات الكبيرة التي يواجهها مسيحيو الأراضي المقدسة وحثّ المؤمنين في العالم أجمع على التفكير في الأزمة الحالية لمناسبة عيد الفصح، وطلب عندما تُقرأ نصوص الآلام يوم الجمعة العظيمة أن يفكّروا بمسيحيي غزة وكلّ المسيحيين في الأرض المقدسة.
هذا وأعلن الأباتي أنّ الكاثوليك بالنسبة إلى غالبيّة المهاجرين وطالبي اللجوء هم من بين عداد الموتى قائلاً: “ماذا يحدث الآن في غزة؟ بالنسبة إلينا، نحن كمسيحيين إنها كارثة يعيشها الطرفان لأنّ أسوأ ما في الأمر هو أن يقتل الإنسان أخاه، فهذه أعظم خطيئة يمكن اقترافها.
وشدّد الأباتي نيقوديمس على أهميّة الجمعة العظيمة في هذه الأوقات الصعبة: “عندما نظّمنا أمسية صلاة من 24 ساعة في كنيستنا، تلينا كلّ المزامير وأطلقنا على هذا الاحتفال “كنيسة تحت الصليب”. إنه مكاننا نحن المسيحيين، نحن كنيسة تحت الصليب.
وفسّر أنّ مسيحيي الأرض المقدسة “يعيشون تحت ظروف صعبة جدًا بالفعل…هم يشكّلون المجموعة الأكثر هشاشة وتجربتهم تعكس أساس سبت النور: فقدان الأمل والألم في الخفاء.
كان لحرب غزة تأثيرًا ماديًا مدمّرًا على الجماعة المسيحية في الأرض المقدسة حيث غالبيّتهم يعملون في قطاع السياحة وفقدوا مصدر رزقهم عندما ألغى غالبيّة الحجّاج حجوزاتهم في المنطقة.
وبالرغم من انخفاض عدد الحجاج والمشاكل الاقتصادية عزم دير المنام على دعم الموظّفين المسيحيين.
تجدر الإشارة إلى أنّ عون الكنيسة المتألّمة قد أمّنت مساعدة ملحّة ل3448 مسيحيًا مثل قسائم الغذائية والأدوية والمساعدة في المسكن والأقساط المدرسيّة.
بالنسبة إلى الأباتي، يبقى عيد الفصح اختبار إيمان بالغ الأهميّة لكلّ المسيحيين “لأنه الزمن المفتاح لاكتشاف إن كنا فعلاً نثق بالله ونؤمن بمن نحتفل به. بعد الكارثة، هل ننتظر عيد الفصح؟ هل نؤمن فعلاً بالفداء؟ كمواطن من هذا العالم، يمكنني أن أرى الحرب والمعاناة والحقد والعنف إنما كرجل إيمان، أؤمن بأنّ إلهي خلّصني وخلّص هذا العالم وشفاني ومنحني حياة جديدة. الغفران والرحمة! هذا ما نحتفل به في الأسبوع العظيم وعيد الفصح. آمل أن يعيش المسيحيون انطلاقة وحياة جديدتين”.