توفّي البروفيسور جيروم لوجون في 3 نيسان 1994 عن عمر ناهز 67 عامًا. إنه عالم معروف بإيمانه القويّ ومشهور جدًا في فرنسا وعلى المستوى العالميّ. تمّ إعلانه مكرَّمًا في العام 2021 على يد البابا فرنسيس. هو طبيب أطفال وأستاذ في علم الوراثة وهو من اكتشف أصل متلازمة داون في العام 1958. كرّس عمله لخدمة الفئات الأكثر ضعفًا وبخاصة الأطفال ذوي الإعاقات العقليّة. هو متزوّج وأب لخمسة أطفال، وقد تحدّى مصاعب العالم طوال حياته بحسب ما ورد على موقع زينيت، القسم الفرنسي.
جاب العالم ليشهد على جمال الحياة البشريّة وكرامتها أمام البرلمانات ومجالس العلماء ووسائل الإعلام. في الواقع، كان هذا الباحث أحد أهمّ المدافعين عن “الحياة البشريّة منذ الولادة حتى نهاية الحياة الطبيعيّة”.
حصد جيروم لوجون جوائز عديدة وتمّ اختياره عضوًا في العديد من الأكاديميات والمؤسسات الدوليّة. في العام 1969، عندما حصل على جائزة ويليام آلن في سان فرانسيسكو، ألقى خطابًا دعا فيه زملاءه رسميًا إلى اختيار الحياة ورفض تحسين النسل، فما كان من المجتمع الدوليّ إلاّ أن نبذه بعد إلقاء هذه المداخلة.
في العام 1994، عيّنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني الذي تجمعه به صداقة عميقة، الرئيس الأوّل للأكاديمية البابوية للحياة. وبعد عام على وفاته، في العام 1995، تمّ إنشاء مؤسسة جيروم لوجون بهدف مواصلة عمله. اتسمت حياة الإيمان للمكرّم خادم الله بالصلاة اليومية والحياة الأسرارية الغنيّة. هو رجل مملوء من المحبّة الإلهيّة تجاه المنسيّين والأكثر ضعفًا، وقد كتب يومًا: “جملة واحدة ستحدّد سلوكنا ليس إلاّ، كلمات يسوع نفسها: “كلّ ما فعلتموه من أجل أحد إخوتي هؤلاء الصغار، فلي أنا فعلتموه”.