في الحياة، ثمّة لحظات قد تُغيّر كلياً وجهات نظرنا ومعتقداتنا. وإحدى هذه اللحظات غيّرت حياة صونيا درابو Sonia Drapeau وهي أمّ فرنسيّة، انتقلت مِن مُلحِدة بقناعة إلى كاثوليكيّة مُمارِسة.
في تفاصيل القصّة التي أوردها القسم الفرنسي من زينيت، يعود هذا التغيير إلى غرض تاريخي: خاتم القدّيسة جان دارك. فصونيا الأمّ والموظّفة في متنزّه Puy du fou في فرنسا لم تعش يوماً أيّ معتقد ديني. وحتّى ولو تلقّت سرّ العِماد في صغرها، لطالما اعتُبِرَت مُلحِدة.
لكنّ كلّ شيء تغيّر في 4 آذار 2016. فخلال حدث تمّ تنظيمه على أرض مقرّ عملها، تسنّى لصونيا رؤية خاتم القدّيسة جان دارك ولمسه، وهو ذخيرة تاريخيّة وصلت إلى المتنزّه (سنة 2016) من دار للمزادات في لندن، ممّا شكّل بداية التحوّل الروحي في حياتها، كما وموضوع تكريم من قبل زوّار المتنزّه.
خاتم القدّيسة جان دارك
يُعتَبَر خاتم القدّيسة جان دارك ذخيرة تاريخيّة بغاية الأهمية، وهو يوصَف بجوهرة تتألّف مِن مزيج النحاس والفضّة مع براشِم ذهبيّة. كما وأنّ اسمَي يسوع ومريم محفوران بأحرف قوطيّة، وهو مُزيّن بثلاثة صلبان.
الاختبار الفائق للطبيعة
عندما لمست صونيا خاتم القدّيسة جان دارك، عاشت ما وصفته بـ”حدوث ما هو فائق للطبيعة”. وبحسب شهادتها في كتاب Convertie par l’anneau de Jehanne d’Arc، شعرت – لحظة لمسها الخاتم – بحرارة حارِقة غمرتها بشعور الحبّ اللامتناهي والذي لا يوصَف. عندها، تأكّدت مِن وجود مخلوق غير مرئي، وأدركت أنّها كانت عمياء وصمّاء طوال حياتها. “ذاب قلبي وارتفع ذكائي نحو الله. بسرعة البرق، تأكّدتُ أنّني مؤمنة. لطالما قالت لي أمّي: أنتِ مثل القدّيس توما، لا تؤمنين إلّا بما ترينه… فهمتُ أنّني محبوبة من قبل هذا الإله في السماء”.
طريق الارتداد
طبع هذا الاختبار صونيا إلى درجة أنّها بقيت تشعر بهذا الحبّ الحارِق، فقامت بأولى خطواتها للارتداد إلى الإيمان الكاثوليكي. وما اختبرته دفعها إلى البحث عن أجوبة. ناقشت الأمر مع زوجها فيليب وإحدى صديقات الطفولة، أغات، وكلاهما مؤمن.
بدعمٍ من زوجها وإرشاد من كاهن، انطلقت بالتنشئة المسيحيّة تحضيراً لمناولتها الأولى. وبدأت تشارك في القدّاس وفي حياة الكنيسة، مُغيِّرة حياتها وحياة عائلتها.
بعد ارتدادها، طلب أولادها الأربعة أن يتعمّدوا، حتّى ولو لم يكونوا يعرفون شيئاً عن التنشئة الدينيّة.
ما عاشته صونيا مع خاتم القدّيسة جان دارك أوصل عائلتها برمّتها إلى الإيمان الكاثوليكي. وهذه القصّة شهادة على تجلّي الرب عبر أحداث قد تبدو تافهة وغير متوقّعة، إلّا أنّها قادرة على تحويلنا بالعمق.