يونكو كوساناغي Junko Kusanagi امراة يابانيّة عاشت 49 سنة بدون أيّ اختبار عميق أدّى بها إلى تعميق إيمانها. إلّا أنّ مرض زوجها الكاثوليكي جعلها تعتبر الإيمان عنصراً أساسيّاً في حياتها.
في التفاصيل التي أوردها القسم الفرنسي من زينيت، تُخبر يونكو أنّها التحقت بمدرسة وجامعة كاثوليكيّتَين بدون أن تهتمّ كثيراً للإيمان. قبل أن تتزوّج، أعلن لها شريكها أنّه كاثوليكي، فتقبّلت إيمانه حتّى ولو كانت كاثوليكية بالاسم.
لدى ولادة ابنهما البكر، عبّر زوجها عن رغبته في تلقّي الطفل سرّ العماد، لكنّها تردّدت بداية. فقرّرت استشارة أخت زوجها التي تعمّدت في صغرها، والتي قالت لها إنّها لطالما شعرت بوجود الله في حياتها. هذه الشهادة أقنعت يونكو لتقبل بأن يتعمّد ابنها، ممّا أسعد زوجها: حتّى وإن أصابهما مكروه، سيكون الطفل بين أيد أمينة لأنّ الله سيكون معه.
أمّا حياة يونكو فقد جرت بلا عقبات حتّى تشرين الأوّل 2022، عندما أخبرها زوجها أنّ الأطبّاء شخّصوا إصابته بالسرطان. في تلك اللحظة، قلقت حيال مستقبله ومستقبل عائلتها، إلى درجة أنّها كانت في حالة صدمة، فيما زوجها كان بغاية الهدوء، ممّا أثار فضولها. فسألته كيف يمكنه أن يكون هادئاً، ليُجيبها: “كلّ شيء على ما يُرام. الله هنا دائماً”.
هنا، اكتشفت أنّ إيمانه الذي كانت تعتبره اعتيادياً هو في الواقع كبير إلى درجة عدم شعوره بالخوف، حتّى بوجه مستقبل غير أكيد. وهذا الأمر جعلها تُعيد التفكير في وجهة نظرها حيال الإيمان. هذا الإدراك ورغبتها في مرافقة زوجها خلال هذه المحنة حملاها على اتّخاذ قرار بأن تتعمّد! ناقشت الأمر مع زوجها الذي سُرّ لأنّه أصيب بالمرض، إذ رأى في مرضه مناسبة لتعميق إيمانه.
هكذا، بدأت يونكو مسيرتها نحو الكنيسة، وهي ممتنّة للجماعة الرعويّة التي ترافقها في هذه الفترة الصعبة. وعشيّة عيد الفصح، تلقّت يونكو سرّ العِماد في كنيسة Sekimac.