لمناسبة عيد الرّسولَين بطرس وبولس، ترأس البابا فرنسيس صلاة التبشير الملائكي مُطلّاً من شرفة القصر الرسولي، مُتطرِّقاً إلى كلمات يسوع لبطرس: “سأعطيك مفاتيح ملكوت السموات” (مت 16 : 19)، كما أورد الخبر القسم الفرنسي من زينيت.
وأضاف: “لذا نرى القدّيس بطرس يحمل مفتاحَين كبيرَين في يده. وهذان المفتاحان يمثّلان السُلطة التي منحه إيّاها يسوع لخدمة الكنيسة بأسرها لأنّ السُلطة خدمة، والسُلطة التي لا تخدم تكون دكتاتوريّة. لكن فلنفهم معنى المفتاحَين جيّداً. إنّ مفتاحَي القدّيس بطرس هما مفتاحا ملكوت لا يصفه يسوع كخزنة أو صندوق مُصفَّح، بل يصفه بصُور أخرى: بذرة صغيرة، لؤلؤة ثمينة، كنز مُخبّأ، وحفنة من الخمير، أي شيء ثمين وغنيّ لكن صغير ومتحفّظ. لبلوغ هذا الملكوت، ليس ضروريّاً تشغيل آليّات حراسة وأقفال، بل تغذية القِيم كالصّبر، التنبّه، الثّبات، التواضع والخدمة”.
وتابع البابا شرحه قائلاً: “إنّ المهمّة التي أوكلها يسوع لبطرس لا تقضي بإغلاق أبواب البيت وعدم السّماح إلّا لبعض الضيوف المُختارين بالدّخول، بل بمساعدة الجميع لإيجاد الطريق المُؤدّي إلى المدخل في الإخلاص إلى إنجيل يسوع. يمكن للجميع المشاركة. وهذا ما اختبره بطرس بنفسه طوال حياته مع عَيشه صعوبة السّقطات، الفرح والحرية وصولاً حتّى الشهادة. وقد كان أوّل مَن فتح الباب ليسوع، مع ارتداده وفهمه أنّ السُلطة خدمة… كان بطرس خاطئاً، ولم يتلقَّ المفاتيح لأنّه كان كامِلاً، بل لأنّه كان متواضعاً وصادقاً، ولأنّ الآب منحه إيماناً صادِقاً. وواثقاً برحمة الله، تمكّن بطرس من تقوية إيمانه. أمّا نحن، فيمكننا اليوم أن نتساءل: هل أغذّي الرغبة في دخول الملكوت بنعمة الرب؟ هل أسمح ليسوع ولروحه بقَولبتي وتشذيبي؟”
ثمّ ختم البابا طالباً من العذراء ومن الرّسولَين شفيعَي الكنيسة أن يساعدونا لنكون دعماً لبعضنا البعض في لقائنا مع الرب، بدون أن ينسى الصلاة على نيّة سكّان روما، المسنّين، الوحيدين، المرضى، المساجين، مَن يواجهون المصاعب، ومن يعيشون الحروب آملاً أن يختبر الجميع ما عاشه بطرس وبولس، أي محبّة يسوع المُنقِذة والمُعدية والمجانية.