ستة أعوام مضت بعد فاطيما، وها هي اليوم مدينة الكفن المقدس تستقبل أزواجًا من كلّ أنحاء العالم. في الواقع، انطلق التجمّع العالميّ الثالث عشر لحركة فرق السيدة الذي يبلغ عددهم اليوم حوالى 5 آلاف ثنائي مع مرشديهم الروحيين ليجتمعوا في العاصمة الإيطالية للصلاة والتأمّل حول عنوان “لنذهب بقلب متّقد”. وتصادف هذه السنة أيضًا الذكرى السبعين على اللقاء العالمي الأوّل لحركة فرق السيدة في روما.
حركة فرق السيدة: مساعدة الأزواج على عيش القداسة
تقوم حركة فرق السيدة على الروحانية الزوجية وقد تأسّست في فرنسا على يد الأب هنري كافاريل (1903 – 1996). في العام 1938، رغب أربعة متزوّجون كاثوليك شباب عيش حبّهم على ضوء إيمانهم فما لبثوا أن طلبوا من الأب كافاريل أن يرشدهم في بحثهم. وسرعان ما أجاب: “لنبحث معًا”. تطوّرت فكرة تقديس سرّ الزواج لدى الكاهن. وكان هذا الحدس نبويًا بالفعل إذ أتى قبل المجمع الفاتيكاني الثاني وقبل كتابات البابا يوحنا بولس الثاني عن لاهوت الجسد.
وكان الأب كافاريل يقول: “تهدف حركة فرق السيدة إلى مساعدة المتزوّجين على عيش القداسة، لا أكثر ولا أقلّ” وقد افتتحت دعوى قداسته في العام 2006. من هنا، تطوّر ميثاق فرق السيدة وتأسست بذلك مدرسة حقيقية من الروحانية وحياة فريق أساسها المساعدة المتبادلة. واليوم، تضمّ حركة فرق السيدة حوالى 74 ألف ثنائي و9700 مستشار ومرشد روحي يسيرون معًا، في 14 ألف فريق في العالم.
قال البابا بولس السادس يومًا لفرق السيدة أثناء اجتماعهم في روما في العام 1970: “إنّ الحبّ البشريّ هو طريق القداسة؛ الثنائي هو الصورة المميزة لخالقه، فمن خلال اتحاده بسرّ الزواج يكون وجه الكنيسة المبتسم والحنون؛ من هنا، إنّ الثنائي له دعوة خاصة وشهادة يقدّمها إلى العالم”.
مشاركة فرح الزواج وقوّته
إميلي وإتيان توستان، متزوّجان منذ 20 عامًا ولهما خمسة أولاد، يشاركان اليوم في لقاء تورينو، ويقولان للكنيسة الكاثوليكية: “إنّ الحجّ هو دائمًا لحظة قوّة تدعونا للسير والنموّ من خلال تغذية إيماننا، يمكننا أن نشعر بقوّة الحركة، هذه الروح التي تجمعنا بعيدًا عن اختلافاتنا”. كذلك، يشارك ثنائي آخر، روزالين وأوليفييه دو سيغالوني، متزوّجان من 39 عامًا ولهما ثلاثة أولاد، ويخبران عن فرحهما بالمشاركة في هذا التجمّع العالمي بهدف الصلاة، وعلى نيّة أن تدرك حركة فرق السيدة كيفية إشعاع قوّة سرّ الزواج وفرحه”.
في الختام، إنّ الأب دومينيك رافاييل كينغ، هو من الدومينيكان في بوردو، وعضو في حركة فرق السيدة منذ 25 عامًا ومرشد روحي في الفريق الوطنيّ: “إنّ كانت الكنيسة هي عائلة العائلات، بحسب تعبير القديس يوحنا بولس الثاني فإنّ العمل من أجل قداسة الثنائي تضع رسالتي التبشيرية في قلب الكنيسة. بالنسبة إلى الأب كافاريل، إنّ الرسالة تكون خصبة إن لم تستهدف الأفراد بشكل منفصل فحسب، بل بيئة حياتهم، أي الزوجين والعائلة. إنّ استقبال النعمة في فرق السيدة يدفعنا إذًا إلى الشهادة بدورنا لعظمة مشروع القداسة لكلّ ثنائي”.